.
منذ أكثر مِن عقدين ونصف
وأنا شاردة.
أحلم بمزاج عصفورة زرقاء
تَخَـثَّر بحَلقها التغريد.
والضوء وحيدا
تسلق أهدابها الطويلة.
*
منذ أكثر من عقدين ونصف
والعالم يُـلقنني
كيف أكبر مائلة
يعلمني كيف أصافحُ الضاحكين
كأنهم أبواب.
أكافح لأتجاوز العتبة وأدخل،
مع نية مسبقة
للخروج
*
منذ أكثر من عقدين ونصف
والليل يبيت صاحيا معي تحت الغطاء
يهمس لي بأشياء ثقيلة عنكم
لن أحكيها كي لا يجرحكم السقوط المهول
من عيني.
وأسقط معكم.
*
منذ أكثر من عقدين ونصف
وأنا أحاول أن أثبت لكم
أن الريش الأزرق لا يخشى الماء
والغرق أحد وجوه التحليق
والأجنحة والزعانف
خلاصنا من فكرة الطريق الطويل.
*
منذ أكثر من عقدين ونصف
وأنا أبحث عن رفيق
لظلي اليتيم.
معا، يمسحان بالفضة كدمات الروح
بدل أن يغار من لونها.
*
منذ أكثر من عقدين ونصف
رافقني الشعور بالفردانية
وأحيانا بالوحدة واليتم.
لأنني وُلِـدت في منتصف الليل.
لا زمن لي.
لست ابنة البارحة
ولا ابنة اليوم الذي بعدها.
*
منذ أكثر من عقدين ونصف
أعود كل مرة لأستند شاهدتي الزرقاء
بعد بحث طويل عن طعم..
أرميه لجرحي،
ربما يسد فمه المفتوح.
فم الجرح…
يبتلع كل ما أُحَضِّره من ورق.
فم الجرح واسع
لا شيء يسده.
منقوول