المسجد الأقصى بين الماضي والحاضر -2
خاص ترك برس
تُعد الصورة الأولى من أقدم الصور للجامع الأقصى "الجامع القبلي"، قام بالتقاطها فرانسيس فريث في الفترة الواقعة ما بين 1856-1860 ويظهر فيها الرواق الكبير للجامع القبلي والذي أنشأه الملك المعظّم عيسى في مقدمة الجامع من الجهة الشمالية.
الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني
يتكون الرواق الكبير للجامع القبلي من سبعة أقواس مقصورة أكبرها أوسطها ويقابل كل منها باب من أبواب الجامع السبعة، وقد ثبت على واجهة الرّواق الأوسط بلاطة من الرّخام كُتب عليها نقش يشير إلى الملك عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيّوب.
أنشئ هذا الرّواق سنة 1217م، كما يظهر البناء الذي أفرده للحنابلة والذي يقع في الجهة الشّمالية الشّرقية وكان يُدعى سوق المعرفة. واليوم تم ترميم الرّواق من قبل لجنة الإعمار ولم يتبق من سوق المعرفة شيء.
تعرّض الجامع القبلي لاحتلال الفرنجة في عام 1099م، وتم تحويل جزء منه إلى كنيسة والجزء الآخر اتّخذه الملك اللاتيني مقرًّا له ثم منحه لفرسان الدّاوية الذين حوّلوه إلى كنيسة، وهدموا الأجزاء الغربية التي كانت تصل ما بين الجامع القبلي وما بين المسجد الغربي وفتحوا أبوابًا جديدة وأحدثوا بعض التغييرات ليناسب أهدافهم وعقيدتهم، ونقشوا الصّور والتّماثيل والصّلبان.
الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني
ولما فُتِحت بيت المقدس على يد السّلطان صلاح الدّين الأيّوبي في عام 1187م أزال التّماثيل والنّقوش التي تتعارض مع العقيدة الإسلامية، ومن باب التّسامح أُبقِي على النّقوش الحجرية وبعض الأعمدة والتي ما زالت قائمة حتى اليوم في دكّة المؤذّن وفي محراب جامع عمر وفي الجهة الشرقيّة العلويّة عند محراب زكريا.
* المصدر: "القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر" لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا)