يحكي ان في يوم من الايام كان هناك رجل قاسي القلب جاحد لا يتقي الله عز وجل في زوجته، وذات يوم بينما كان يضربها بالعصا عدة مرات بقسوة ووحشية ماتت دون أن يقصد قتلها، وكان هدفه من هذا الضرب هو تأديبها، بعد ان ماتت الزوجة جلس الزوج بجانبها لا يدري ماذا يفعل، شعر بالندم والخوف الشديد من عشيرتها واهلها ولم يجد حيلة للتخلص من شرهم .
ترك جثمان زوجته في المنزل وخرج باحثاً عن رجل معروف عنه الدهاء والحيلة وعندما وجده اسرع إليه وقصّ عليه كل ما حدث فقال له الرجل : لدي طريق الخلاص من هذا الامر العصيب، كل ما عليك فعله هو ان تعثر علي شاب وسيم جميل الصورة وتدعو الي منزلك بغرض الضيافة والإكرام ثم تقوم بقتله وتضع جسده بجانب جسد زوجتك، ثم استدعي اهلها وقل لهم أنك قد عثرت علي هذا الشاب يزني معها فلم تتتحمل وقتلتهما معاً .
أعجب الرجل كثيراً بهذه الحيلة واسرع باحثاً عن هذا الشاب حتي عثر عليه، شاب وسيم جميل ، فأصّر عليه وادخله الي منزله وهناك قتله بلا رحمه واستدعي اهل واقرباء زوجته ونفذ الخطة تماماً كما قال لهم الرجل المحتال ذو الدهاء والحيلة، وعندما شاهد اقرباء الزوجة الجثتين تكتموا علي الامر وطلبوا منه أن يدفن الجثث سريعاً وانطلت عليهم الحيلة واخذوا يرجون منه السماح والستر علي ابنتهم .. وهكذا انتهي الامر .
في نفس اليوم عاد الرجل الداهية – الذي قدم الحيلة الشريرة الي الزوج – الي منزله فوجد أن ابنه الوحيد خرج من الصباح ولم يعد حتي وقت متأخر من الليل، بدأ يقلق ويضطرب وشعر بالامر خاصة وهذه اول مرة يغيب فيها الشاب عن المنزل لهذا الوقت، اسرع الرجل الي منزل الزوج وطلب منه أن يريه الجثث قبل دفنها، فكشف له عن جثته ورآه .. وقد كان ابنه !!
وقد قُتل بسبب حيلة أبيه، فكان ذلك مصداقا لقول أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ( مَن سلّ سيف البغي قُتل به ، ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها ، ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومن نسى زلته استعظم زلل غيره وما تفعله بأسره من أسر المسلمين سوف يفعل بأسرتك يوما ما ولو طال الزمان وجال ) .