جميل جدا يا صديقي ..البعيد ..الحزين ..
لدرجة البشاعه المفرطه هناك ..
كذاك الرجل ..منسي خلف الاطلال ..
يبحث عن وطنه المبتور العاجز ..
او ربما الموجعه هنا بين ركام المدن الخاويه منهم وبهم ..
كغياب وقت الحضور ..
كوقوف احدهم طويلا وهو يراقب تفاصيل الماره..
يبحث عنهم لعله يلتقي بهم ..
لعله لا يتألم من جديد بخبث الفراق كلما خذلته تفاصيل الماره ..
كأنه يبحث عن التجارب الاولى له ..
ك النطق الاول ..
كالابتسامة الولى ..وكالحب الاول.. كالفراق الاول ..كالفقد الاول ..
ك خذل ..ك خيبه ..و ك وجع ..نحن لا نستطيع تجاوزها ..
لكن نوهم انفسنا من قبل الاخرين ..
اننا نتجازوهم هم ..
وفي اول حادث لنا نسقط ليعود كل شيء دفعة واحده ..ك شريط الذكريات ..
ليذكرنا ما لا ننسا في رحم الوجع ..
ليولد من جديد في صمت مميت ..
واعجب منك انت تبحث عنهم وهم لا يبحثون ..
انت صادق لدرجة الوجع..وهم متمرسين في الكذب المنمق ..
بالحديث الخفي ..انت تنضر اليهم بحب ..
وهم يبحثون عن احدهم ..في وسط سواد عيناك الحزينتان ..
انسى يا صديقي الحزين الوحيد بوحدته ..
فهم من نسو انفسهم..ونسو اللذين حولهم ..
وهم يبحثون عن وطنهم ..بين فوضى وغربة الاوطان ..
المدنسه ..المنزوعه من اصحابها..كما نسو اطفالهم ..
وكما دنسو بعض الاوطان ..وهم يبحثون عن وطنهم المنسي ..
منقول ..