.
الحبّ
كان ضربة واحدة دون فأس
أو يد
كان دلواً من الماء البارد
تسبح فيه الرأس والقدمان
وكان سريراً في مستشفى
ودماء تنقط من الغرفة للحمام.
الحبّ
كان تقيؤاً في بيوت الأصدقاء
وهم يجرون هنا وهناك
باحثين عن أمل في النجاة.
الحبّ
كان جارحاً كشوكة في وردة
في حديقة مبلولة في بيت مهجور
عاش فيه رجل وحيد
ودُفن في إحدى غرفه.
الحبّ
كان الغرفة.
كان حذاء الرجل الذي لم يفنَ.
كان الستارة المهترئة
التي سترت بقاياه قليلاً.
الحبّ
كان خادمة الرجل الوحيد
التي تضرب الأولاد المتطفّلين
وتمضي لتبكي وحيدة
أكثر وحدةً من صاحب البيت.
الحبّ
كان اللحظة التي تضرب فيها الأولاد
وهم يتسلّقون أشجار التوت
في الحديقة المهجورة.
الحبّ
لم يكن أبداً شجرة التوت.
الحبّ
كان هي
بوجهها المستدير وعينيها الذاهلتين
هي التي كانت مرّة واحدة.
الحبّ
كان قفزة من الدور العاشر
كان تفتّتاً على الطريق
كان نقاط الدم من الرصيف إلى عربة الإسعاف.
الحبّ
كان الجسد النحيف الذي قذفوا به مرّة من السيارة
وكان السيارة التي تخبط عمود الإنارة.
الحبّ
كان الدولاب المغلق
في الغرفة المغلقة
في بيت الجدّ المغلق.
الحبّ
كان السيجارة المشتعلة
لحارس بيت الجد.
الحبّ
كان اللصّ الذاهب ليسرق بيت الجد.
الحبّ
كان السيّدة المريضة
كان الرعب من جسدها الذاوي
وعينيها
والطعام المسلوق الذي يحملونه إليها.
الحبّ
كان الفأس التي تضرب.
الحبّ
كان اليد التي تمسك الفأس.
منقوول