ألوان الحرباء ليست فقط جميلة، أنها نعقدة بشكل مذهل
الحرباء معروفة بقدرتها على تغيير لونها، ولكن المثير للدهشة أن ما نراه ليس تغييرا في الصبغة، وما يحدث في الواقع هو تغيير في ملايين بلورات الملح المجهرية أسفل جلد الحرباء، وهذه البلورات الضوئية لديها دعامة تنظم درجات الألوان ويمكن أن تعزز لدى الحرباء أكثر من لون اعتمادا على كيفية ترتيبها وحجمها وكيميائها، ويمكن لهذه البلورات أن تشتت الضوء بعدة طرق مختلفة.
عندما يسقط الضوء على البلورات يتم إمتصاص بعض الأطوال الموجية وينعكس بعضها، وتكون النتيجة في نظرنا هي ظهور قوس قزح جميل من الألوان على جلد الحرباء، ولكن ما نراه في الواقع هو ضوء ينطلق من هذه البلورات الصغيرة، وفي الواقع، ألهمت هذه البلورات طفرة جديدة في تقليد الطبيعة، وقد ابتكر العلماء في جامعة إيموري بشرة ذكية تغير لونها عند تعرضها لأشعة الشمس ولكنها لا تحتاج أيضا إلى تغيير حجمها.
يعمل العلماء في مجال البلورات الضوئية لفترة طويلة في محاولة لإنشاء جلود ذكية متغيرة اللون لمجموعة من التطبيقات المحتملة مثل التمويه والإستشعار الكيميائي وعلامات مكافحة التزوير، ويوضح العلماء أنهم قدمو إطارا عاما لتوجيه التصميم المستقبلي للجلود الذكية الاصطناعية، ولا يزال الطريق طويلا للتطبيقات الواقعية.
لماذا تغير الحرباء لونها ؟
تفتقر الحرباء إلى الدفاع عن نفسها من خلال لدغة خطيرة أو جلد سام، فهي ليست محمية بشكل جيد للغاية من الحيوانات المفترسة، لذلك فإن بقائها خفية يساعدها على البقاء، وفي الواقع، يمكن أن تمتزج الحرباء بشكل طبيعي في محيطها بسهولة شديدة دون الحاجة إلى تغيير لونها كثيرا، أو حتى على الإطلاق، وفي حالة إسترخائها، عادة ما تكون الحرباء ظلالا بنية أو رمادية أو خضراء، مما يسمح لها بالإندماج في أوراق وأشجار بيئتها الطبيعية، وتفعل ذلك أيضا في بعض الأحيان من خلال إظهار بشرتها لامعة أو داكنة لتتناسب مع الضوء الخارجي، والظلام ولكن هذا لا يتطلب سوى تغييرات طفيفة في تدرج لون بشرتها لا يلزم عرض ألوان مشرقة.
قدرات تغيير الألوان الساطعة التي نعرفها عن الحرباء أقل في حماية الحرباء من الخطر، وتساعد الألوان الزاهية الحرباء على التعبير عن شعورها، فإذا كانت الحراباء غاضبة أو خائفة فإن ألوانها تميل إلى الألوان الداكنة، ولكن إذا حاولت إثبات هيمنتها، فستتوهج ألوانها