.
خسرتُ وجهي وأنا أغسله في النهر
ماذا أفعل؟
النهر المجرم يسيرُ بوجهي في المدينة
يقابل أصدقائي في المقهى
يحدثونه في شئوني الخاصة
مثل نزوتي الأخيرة
لما صاحبت ثورا إلى المذبح
ووقفت أشاهد روحه تكابد للصعود
وكيف صار قطعا صغيرة في نهاية الأمر
أو ذلك الطائر الذي اصطدته بنفسي
وأجبرته على الطيران بجناح واحد
……………
المجرم أيضا يقابل فتاتي صدفة
فتدعوه “حبيبي ..”
بالطبع لن اتهمها بالخيانة
ولا أندهش لو قبَّلته
ألتمس لها أعذارا جمة
……….
أصبح الأمر مقلقا للغاية
بالأمس وجدت جثة على سريري
من تلك التي يتركها الغرباء عادة
كانت بلا وجه
رغم هذا رحبتُ بها .. كأنها جثتي
كانت أنثى جميلة
عاملتُها باحترام زائدٍ
كأنها زوجة لأحد الجيران
حين رميتُها من الشباك
نبتَ لها جناحان .. وطارت
……
مازال النهر ضائعا بوجهي في المدينة
أخاف لو يصطدم بالمارة
فيطلقون عليه الرصاص
وأفقد وجهي للأبد ،
فقدته مرة وأنا صغير
حين خلعتُ سِنَتي .. خرج وجهي معها
رميتهما للشمس
فأعادت لي الشمس وجها محترقا
وظلَ فمي فارغا للآن
……
أطاردُ النهر في المدينة
فأجده يجلس كمشردٍ
يبحث في كومةٍ مليئةٍ بالوجوه
حين انتبه لي
سألني : “أنتَ أيضا فقدتَ وجهَكَ”
منقوول