مِنْ بَيْنِ قَبْر جَدَّتِي الْمُتَوَفَّاة
وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمَةٌ بِجَانِب الْقَبراسْتَخْرَجَت شَرِيط ذِكْرَيَات الطُّفُولَة بِلَوْن أَبيض وَأَسْوَد
جَدَّتِي فُقِدَت نِعْمَةُ الْبَصَرِ
لَكِن تُعْرَف الْأَشْخَاصِ مِنْ صوتهم مِنْ ثِيَابِهِمْ وعطرهم وَحَتَّى تُعْرَف أَوْصَافَهُم وملامحهم كُنَّا فخورين بِهَا لِمَا تَمَتَّعَ بِهِ رَغِم فَقْدِهَا لبصرها
كَانَ لَهَا صُنْدُوق كَبِيرٌ تحتفظ بِهِ تَبِيعٌ مَا لَذّ وَطَاب مِنْ الْحَلْوَيَاتِ تُعْرَف أَنْوَاع الحَلَوِيَّات
إذَا أعطيناها الْمَال نَقُول لَهَا مَثَلًا 5 رِيَال كمزحة وَهُو 10 رِيَال لَكِن الْوَيْل لَك إذَا غالطها بِالْحِسَاب ستحتفظ بذاكرتها إِنَّك غالطها بِالْحِسَاب وَلَن تَنْسَاهَا لِلْأَبَد والدهشة تُصِيبَنَا ! !
بَل عِنْدَمَا تَخْرُج تَحْفَظ أَسْمَاء والعناوين وَالْأَمْكِنَة
الْحَاسَّة كَمَا يَقُولُونَ
أَشَاهِدٌ طيفها فِي كُلِّ لَحْظَةٍ وَهِي تغدق عَلَيْنَا بِالْهَدَايَا
بلغي عَنِّي السَّلَامَ وَالتَّحِيَّة وتعددهم بِالْأَسْمَاء
لازلت اِحْتَفَظ بصندوق كُلَّمَا فَتَحَتْه تتدفق مِنْه شَرِيط الذِّكْرَيَات وموسيقى جدتي الرَّائِعَة وَهِي تُسْتَمَع أَعْذَب الْأَلْحَان
أَمْسَح عَنْهُ الغُبارُ
أَضَعة بِجَانِبَي وَكُلِّ يَوْمٍ أتفقد تِلْك النوتة الْمُوسِيقِيَّة الْمَفْقُودَة .