.
امرأة عاديّة
عاديّة جداً . .
أشبهُ قُماش الستَائر الرمادية بغُرفتك
والمنفضة الخزَفيّة
التي تشربُ حُزنك
هكذا كقاتِل محترف
تٌنهيني بداخلك كلّ ليلة
إدمانُك الغريب يشْعرنُي بالانتشِاء
يزرع لشجَر روحي أغصانَ أخرى
وأنت تحرقُ مفاتنِي على صدر قصَاصَاتك
حاذِر أن تدخِّن أصابعِي العَشرة
ثم العشرة بنهَم
قصبُ السكر الذِي رضعْته من أثداء العصافِير
جعَلنِي أكثر عمقاً من زهْرة لُوتس
تطفُو علَى وجُوه نسَائك
لن تُوهمك كأسُك الثالثَة
و لا العاشِرة
أني فقَاعة ملوّنة
تفجرّها على لوحِاتك المُفترضَة
يكفي أن أعصِر قليلاً من عِنَبٍ
على سُرّتي
ليشتبكَ لسَانك بعُروقِي الناشِزة
يكفي أن أقرع قلبي البلوريّ الصغير
بِجرعاتِ الضّوء
لتعكسَ المراياَ رنِين النّايَات
ما رأيُك بالسّكْرِ
معلّقاً في مداَر الاشتهَاء
و الدورانِ لاهثاً
في رقصَة دراوِيش مُطولَة !
…
لم تعلمنِي أمّي كيفَ أمارسُ الحب
أعترِف . .
علمتْنِي أن أزرَع حدائقَ حبقٍ في زجاجَةِ مربّى فارغَة
أن أصنعَ من وردَة وحيدَة
نبعا غامراً من ماء الوَرد
وسربُ الحمَام الذي آوَيتُه صغيرًا بين أغصانِي
بعيداً عن صُراخِ أبي
بعيداً عن عصاهُ التي يهشّ بها
كلّما أرسَلتهُ رسَائل قصيرة إلَى السماء
عادَ إلىّ مبللاً بِدمُوع الله
دمُوع الله حزينَة جدا
لكنّها ليست مالحةً كدمُوعك
و أنا كلما أريتُك حقيقة الوجودِ كاملةً
تنامُ طفلاً يتيمًا علَى فخِذي
هكذا كامرأة عَاديّة
عاديّة جداً ، كلّ صباحٍ
تكفّن عنادِل جسَدينا علَى فراش الصّمت
وتخرج للنّاس نبيّاً تخبِرهُم
لقد قتلتُ حبيبتِي
قَتلتها هذِه اللّيلَة .. أيضًا .
منقوول