فِي لَيْلَةٍ يَكُونُ فِيهَا القَمَرُ بدراً
حَضَرَتْ فِي عِيدِ مُوَلّدِي
طِفْلِه ذَات شَعْرٍ أَسْوَدَ حَرِيري
وَعَيْنَيْن بِنِيَّتَيْن وَاسِعَتَيْن
تَقَدَّمَت أَمَامِي فِي خَجِل
وَقَالَت الْيَوْم عِيد مَوْلِدَك
كُلَّ عَامٍ وأنتِ بِخَيْر
حَدِّثِينِي ماذاً لَوْ قُلْت لَك
دُعِي الغيمة الزَّرْقَاء
تَهَطَّل مطراً وتخبرني
عِنْد يَوْم مَوْلِدَك
لَقَدْ خَرَجْت إلَى هَذِهِ الدُّنْيَا
كالعروس الَّذِي تَجَمْهَر حَوْلِك الْأَحْبَاب فرحاً
تُحْمَلُ عَلَى الْأَكُفِّ مِنْ يَدِ إلَى يَدٍ
وَقَد أَلْبَسُوهَا مِنْ الْحُلِيِّ مَا يَسَّرَ النَّاظِرِينَ
لَكِن عِنْدَمَا كبرتي وَلَو يَرِقّ لَهُم حَدِيثَك
أصابوك بِسَهْم مُؤْلِم لِلْقَلْب وَالرُّوح
فبقيتي مُجَرَّد نَبْض يُصَارِع الْحَيَاة
وَعِنْدَمَا كنتِ فِي مهدك
رُسِمَت البسمة عَلَى وَجْهِ الْأَحْبَاب
هَل تُخْبِرِينِي هَل لازالت الْحَمَامَة الْبَيْضَاء
أَمْ هِيَ مُلَوَّثَة بِالدَّم
بِفِعْل الْيَد الأثمة
أَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ أَنْفَاسُهَا الْأَخِيرَة
ويطلقوا عَلَيْهَا رَصَاصَة الرَّحْمَة .