.
كأنَّها هِي
طَرَّزْتُ بالوَرداتِ
زيقَ قميصِها
وشددتُ عُروتَهُ
على نهدٍ تطلَّعَ لامتشاقِ قِبابِه
يشتاقُ وَصْلا لا يَبِينْ
زنَّرتُها..
بجدائل النَّعناعِ
والحَبَقِ المعَشَّقِ
في غصونِ الياسَمينْ
ولمُهرةِ الشَّعر الجَموحِ
صنعتُ سَوْطًا
من عذاباتِ البنَفسَجِ
كي يَرُوضَ قيادَها
وضفرتُ إكليلا
على خُصَلٍ تدَلَّتْ
أظهَرَتْ ألَقَ الجَبينْ
وبمِرْوَدٍ..
من شوْكِ خَيْباتٍ
نَمَتْ بجوانحي
كحَّلْتُها..
فخطَطْتُ جَفنًا
باحتراقاتي الدفينةِ
أَخْمَدَتْ جُذْواتِها
أنفاسُ أيامٍ عُقَامٍ
ثم جَفنًا
بالرمادِ الـعَتَّقَ الصبرَ
اختمارًا
بانتظاراتِ السنينْ
ونَظَمْتُ في خيْطِ الأماني
صَبْوَةً..
فوَجيعةً..
فتَميمَةً..
وصَنَعْتُ عِقدًا
لا يُلامسُ جيدَها
إلا وتذروهُ انتفاضةُ صدرِها
حين اختلاجِ النبضِ
أو حين ارتعاشةِ ثغرِها
ليَبُثَّ أنفاسَ الأنينْ
ونَفَثْتُها..
بقلوب عُبَّادِ الجَمالِ
فعندما مادَتْ
أمالتْ في هواها
ناسكينَ وزاهدينْ
صُنِعَتْ على عَيْني
ولكنْ..
لم تُفارقْ دَفْتَري
دَمُها مِدادي
والحروفُ ضُلوعُها
وعظامُها..
فَعِلُنْ.. فَعولُنْ.. فاعِلاتنْ
لم تَعِشْ إلا..
بطيَّاتِ الكتابِ
وبين أعمدةِ القصيدةِ
لم تكنْ يومًا
كما شاءتْ
وشئتُ أنا لها
بل مثلما تَهْوَى القبيلةُ
طِبْقَ عُرْفِ الأوَّلينْ
فطَوَيتُ دَفَّةَ دَفْتَري
ودفنْتُها
وأقمْتُ في قلبي
صلاةَ جنازةٍ
ثم اتجهْتُ إلى الحياةِ
شَرَعْتُ أبوابَ المَدى
ونَشِقْتُ فَوْحًا
من هواءٍ ذي ضجيجٍ
مُفْعَمٍ بغُبارِ أسئلةٍ
مُعاناةٍ
وأحلامٍ
وعِشْتُ كما أنا…
ماءً وطينْ.
منقوول