.
يا أبي
كنت زائري بالحلم ليلة أمس
أهديتني كيساً من الطحين ،ونقوداً
ووليت راحلاً!
تمنيت لو قبلتني فوق جبيني
وحنوت عليّ
وقلت لي: يا ابنتي
فقط: يا ابنتي
كنت أتمنى أن تزرع هدهدةً رقيقةً فوق ظهري المحني عطشاً
أستدعي دفئها في مواسم البرودة
وأختبئ من قسوة الأيام في ظلها
ثم أعود ثانيةً
للأشغال الشاقة المؤجلة!
كي أمارس انتحاري مجدداً
يا أبي
لماذا لم تشكلني تشكيلً مختلفاً؟!
وتعنونني عنواناً مختلفاً؟
حرمتني من أشياء كثيرة أحبها
لماذا لم تحرمني أيضاً من القصيدة؟
وتجتث الشعر من داخلي؟
إنه عذابي الوحيد
عشق الزهورمأساةٌ
كان يجب أن أعشق كيساً من الطحين!
بدلاً من أن أفكر في قصيدة
أفكر في وصفة لطعامٍ جديدٍ
أقدمه لزوحي وأولادي في وجبة الغداء
الطوفان قتلني
فضلت القصيدة طريقها
بين آنية المطبخ
ومطاردة الصراصير والنمل تحت الحوض
ومعالجة الطيور المنزلية التي تنفق في بداية الموسم
هكذا قالت (لمياء ابو الدهب)
أرتق أوجاع الجميع سواي
كل ليلة أعانق بشوق دفاتر تحضيري المعادة
وأهيئها لتلاميذي المبتسرين بحضانات الفقر
أبحث عن القصيدة فلا تجدني!
أبحث عني فلا أجدني
وأبحث عنك
تكون قد تركت الحلم
وليس بجانبي كيس الطحين ولا النقود
منقوول