هوية اليابان
الحكم إمبراطورى النظام دستورى العاصمة طوكيو المساحة 3778832 كلم2 السكان 126100000 نسمة الكثافة 338,6 نسمة / كلم2 اللغة اليابانية الدين " شنتوى " العملة ين
ظل العالم لزمن قريب لا يعرف عن اليابان سوى ما علق فى ذهنه من صور و رموز عنها، فهى بالنسبة له بلاد السموراى الشجعان ووطن الأبطال الإنتحاريين الذين يضجون بأنفسهم فى سبيل وطنهم، وهى بلاد " الجياشا " التى تسير ببطء فى لباس الكيمونو. أما الواقع فهو ان اليابان اليوم، بخلاف اليابان القديمة، تعد من أكثر البلدان نشاطاً و أزدهاراً.
فالسيارات اليابانية و الدرجات النارية تكتسح الأسواق العالمية، كذلك أجهزة الراديو وآخر المبتكرات الالكترونية الصغيرة التى تغص بها واجهات المحلات. هذا النشاط الأقتصادى الذى عرفته اليابان ما هو إلا صورة عن النمو و الإزدهار فى اليابان. إنه لتناقض واضح بين يابان اليوم ويابان الأمس.
ماض قريب :
للمرة الثانية عادت اليابان إلى حالتها السابقة، فقد خرجت من الحرب مهدمة منهارة أقتصادياً و مهددة بالمجاعة. ولكن، إذا كان زمن الفتوحات العسكرية قد ولى بالنسبة إلى اليابان، فإن شخصية الساموراى باقية. كما أن روح التفانى و التضحية التى كانت تدفع أولئك المتطوعين إلى الأنتحار الارادى عن طريق إسقاطهم طائرتهم على السفن الأمريكية و تدميرها، هذه الروح نفسها هى التى تسود بين العمال اليابانيين. إن اليابان لا يفكر اليوم بغزو العالم بجيوشه المسلحة، بل بآلاف المنتجات الرائجة و المنافس كأجهزة الراديو و التلفزيون وبالسيارات و الدرجات النارية وآلات التسجيل و الألعاب و الحاسبات الألكترونية...
وخلال 35 عاماً أستطاعت اليابان أن تنهض من دمارها و أن تصبح ثالث قوة أقتصادية فى العالم.
صور من اليابان :
تختلف يابان اليوم بشكل واضح من يابان الأمس فى الصور و الأشياء التقليدية التى نعرفها. فحقول الأرز مثلاً تعطينا فكرة عن شعب صبور ومجتهد، كما نجد البرهان عن التعلق بالماضى، حتى التصلب، فى الكتابة اليابانية. فهى، بالرغم من كونها مدهشة، قليلة التكيف مع التطلبات العصرية لأنها تتألف من عدد مذهل من الرموز و الأفكار، أى ان كل رمز يعبر عن فكرة معينة.
اليابان تخرج من عزلتها :
على الرغم من ضيق المساحة كانت اليابان وما تزال من البلدان الأكثر أكتظاظاً بالسكان. و إن موقع البلاد البحرى و أفتقارها إلى المساحة دفاعها إلى ان تغدو أمبراطورية أسيوية واسعة، كما كان الحال بالنسبة لبريطانيا فى القرن التاسع عشر.
لقد بقيت اليابان منطوية على نفسها فى عزلة تكاد تكون تامة، بدون أتصال مع العالم الخارجى حتى بدء القرن التاسع عشر. ففى ذلك العصر تعرضت البلاد لعدة غزوات أمريكية و أوروبية، منها حملة الأسطول الأمريكى سنة 1854 بقيادة الكومودور "بيرى" الذى أجبر اليابان على أن تفتح له موانئه. ومع تكرار الإهانات قررت اليابان أن تحارب التخلف وان تلحق بركب التقدم الذى وصلت إليه البلدان الغربية. فكان هذا القرار بداية عصر " المايجى " أى العصور الحكيمة.
وبين سنة 1900 وسنة 1938 :
أنتصرت اليابان على الصين ثم على روسيا وبعد ما غدت مدفوعة بغطرستها وعدوانيتها، على أثر تحالفها مع ألمانيا النازية و إيطاليا الفاشستية، غزت اليابان الولايات المتحدة الامريكية فى عقر دارها ودمرت أسطولها فى " بيرل هاربور" فى 8 كانون الأول ( ديسمبر) سنة 1941.
و أندلعت حرب كانت نتيجتها عكس ما تشتهى اليابان، إمبراطورية الشمس المشرقة. فقد أستسلمت البلاد بدون قيد و لا شرط للقوات الأمريكية، وذلك بعض أن ضربت بقنبلتين ذريتيين، واحدة على هيروشيما و أخرى على ناكازاكى. وقد وقعت وثيقة الاستسلام فى 2 أيلول ( سبتمبر ) سنة 1945 على البارجة الأمريكية " ميسورى " الراسية فى ميناء طوكيو.
اليابان كناية عن أرخبيل ضخم من الجزر، أربع منها رئيسية تشكل 97 بالمئة من مجمل المساحة، وحوالى 3000 جزيرة صغيرة ذات طبيعة بركانية وما يزال بعضها مشتعلاً. أما السهول فقليلة الأتساع مما يجعل الأراضى الصالحة للزراعة لا تتعدى 15% من المساحة العامة. وهذا قليل جداً بالنسبة لكثافة السكان إذ تبلغ نسبة الاراضى الصالحة فى فرنسا مثلاً 50% من المساحة الإجمالية.
بالرغم من ضيق المساحة الصالحة للزراعة فى اليابان، فإن الإنتاج الزراعى ضخم نسبياً. و يرجع الفضل فى ذلك إلى العناية الفائقة التى يوليها المزارع اليابانى لعمله، و إن نسبة عالية من الأراضى الزراعية فى اليابان مخصصة لزراعة الأرز الذى يعد الغذاء الوطنى الأول، وتحتل اليابان المرتبة الرابعة فى إنتاج الأرز. ثم يأتى الشاى وهو المشروب اليابانى المفضل، وبعض الموارد الزراعية الأخرى كالقمح و الشعير و الفاكهة و التبغ.
ولا تفتقر اليابان إلى الثروات الطبيعية التى تتوفر فى الأراضى غير المزروعة، أى ان فى الجبال التى تعطى كميات من الأخشاب للوقود ولاوزم البناء و صناعة المفروشات و بناء البيوت الخشبية التى أشتهر بها اليابانيون، كما يستعمل الخشب كمادة أولية لصناعة الورق وفى أستخراج مادة الخليوز. فمن هذه المادة يصنع اليابانيون الورق و الخيوط المركبة التى تستعمل فى صناعة النسيج.
و مهما زاد إنتاج اليابان الزراعى فإنه لا يفى بحاجات السكان، لذلك تستورد اليابان كميات كبيرة من المواد الغذائية، وقد يكون عليها أن تستورد أكثر بكثير لو لم يعوض البحر عن النقص الغذائى الكبير، وذلك بما تقدمه مياهه من ثمار بحرية، فالشواطئ اليابانية تغص بالأسماك و القشريات البحرية المتنوعة. فبفضل مليونى صياد و أسطول هو الأول فى العالم، تمكن اليابان من أن تكون المنتجة الأولى للأسماك فى العالم. و اليابانى يستهلك معدل عشر مرات من الاسماك اكثر من أى شخص أخر فى العالم المتحضر.
الموارد الطبيعية و الإنتاج :
تفتقر اليابان نسبياً إلى الموارد الطبيعية و إلى مصادر الطاقة. فالمواد الأوليه الأساسية لأية صناعة كأفلاذ الحديد و الصوديوم و الرصاص، و البترول، لا تنتجها اليابان إلا بكميات قليلة، ولكن اليابان تمتلك بعض المناجم الجيدة من النحاس و القصدير و الذهب. أما المنحدرات الجبلية و المجارى المائية المتوفرة بكثرة فى اليابان، فقد سمحت ببناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، ولكنها لا تكفى كل حاجات البلاد الصناعية المتقدمة.
إن أفتقار اليابان إلى المواد الأوليه يجعلها مرغمة على أستيرادها. ولكى تسدد ما تستورده، عليها ان تصدر ما تنتجه. وهذا ما جعل اليابان مشغلاً ضخما تحمل إليه السفن من أنحاء العالم فلذات الفحم و البترول، وتعود منه محملة بالسيارات و الدرجات النارية و أجهز الراديو ....إلخ.
أهم منتجات اليابان
الصنف المرتبة العالمية أجهزة راديو و تلفزيون 1 سفن صيد و أسماك معلبة 1 صناعة سفن 1 حرير 1 سيارات و دراجات نارية 1 إطارات 2 أسمنت 2 ورق و كرتون 2 مطاط صناعى 2 صوديوم 2 فولاذ 1 نحاس 3 حامض الكبريت 3 أسمدة 4 شاى 8 أرز 8
بعض المدن اليابانية الأكثر كثافة
المدينة عدد سكانها طوكيو 8,165,200 يوكوهاما 3,255,800 أوزاكا 2,617,400 ناكويا 2,157,700 كوبى 1,493,500
إن متوسط الكثافة السكانية فى اليابان يبلغ 308 نسمة فى الكيلومتر المربع، و هى من أعلى النسب فى العالم، وعندما نتحدث عن متوسط الكثافة لا نستثنى المناطق الغير مأهولة و المناطق الجبلية المستعصية على الإنسان، و المناطق الشبةه خالية بسبب الصقيع، كما هى الحال فى جزيرة هوكيدو.
طوكيو هى عاصمة البلاد، وهى أضخم مجمع سكانى فى العالم، و هى ايضاً المدينة الأكثر غنى و الأكثر مدنية فى البلاد، ففيها تتمركز أكبر المصارف و أهم المصانع و أكبر الجامعات و أوسع الصحف أنتشاراً إذ إنها تطبع 7 ملايين نسخة فى اليوم الواحد. لذلك لا يستطيع الإنسان الغريب التجول فيها دون أن يضيع.
لقد نشأت طوكيو حول القصر الأمبراطورى الفخم مع حدائقه الخضراء الساكنة و المدهشة. لكن طوكيو هذه تطورت بسرعة خارقة و بصورة غير منظمة. فالشوارع لا أسماء.
إن التنقل فى طوكيو هو من المشاكل التى يواجهها المواطن. فحركة السير كثيفة لدرجة أنه غذا ارد الفرد الوصل إلى مركز عمله سيراً على الاقدام، عليه أن يمضى ساعتين أو ثلاثة فى زحمة السير، و خطوط الأتوبيس و شبكة المترو و القطارات، مهما كثرت وتطورت، تبقى غير كافية. ففى المترو مثلاً موظفون لا عمل لهم إلا دفع الركاب وضغطهم لكى يتسنى إقفال باب الحافلة. و يأتى التلوث ليزيد المشاكل تعقيداً، فالأرض فى طوكيو اخذه فى الأنحسار و التقلص أمام مد الأسمنت الجارف. و الحياة ملوثة بسبب النفايات الصناعية، أما الهواء فهو ملوث أيضاً لدرجة إنه فى اليوم الذى تظهر فيه الشمس فى سماء طوكيو بشكل واضح، عبر سحب الدخان، يكون هذا أهم خبر تزفه الصحف إلى المواطنين.
إن ما سبق من وصف كان يتحدثون عن اليابان الحديثة، ولكن هناك وجهاً أخر لليابان، يابان الزراعة و التقاليد. ففيما أكثر من ستة ملايين مزارع يعيشون فى القرى الصغيرة، وهناك القرى المتخصصة فى الصيد البحرى. و اليابان القديمة تعرف بحدائقها الفسيحة، و بمعابدها البوذية القديمة، و يبقى شمال البلاد، الخارج عن نطاق المدينة الكثيفة، منطقة واسعة غير مستثمرة، وهى منطقة البراكين الكثيرة، و الغابات الشاسعة، وهذه المنطقة وحدها تشكل ثلثى مساحة البلاد.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Suzana
و شكرا على التقييم الكريم تسلميلى