.
نقرات الأصابع على الباب
اختفت
أدركُ معنى الغياب ..
بيني و بينك آيةُ شوقٍ
بأي صوب أُوقِفُ مَدّ ندائي إليك .
(2)
أرى وجهك في مرآتي
و كأنك تخشى الغد ..
بُعْدٌ يشقق الحواس
يترك الأفكار عارية
ليلةٌ عنادها غزير ..
لا تسمح لأي راية أن ترفرف على الجبين .
(3)
صباح .. تجاوز حواديت ما بين الأذرع
تركت لك بعض التفاصيل أتسلى بها .. وقت غيابي
هل يرضيك.. أن تدهس قطط البراري أزهارك ..
هداياك ..
ما لها الطرقات القصيرة تتمدد .. أمامي .
(4)
عندما يحن الياسمين لنزقه .. من يتحمله !
فككت جدائلك .. فككت عقدة لسانك
هل شقّت نبوءتك ثوب السر ؟
عندما أضحك
لم أعد أضع يدي على فمي
تنهار الشفاه .. تنفذ من بينها كلمتان :
دعني أفكر ..
إن أردت .. لا تنتظر .
(5)
ناي خاصرتك مليء بالثقوب ..
عليه ملمس شهيق و زفير .. كيف تركنه على الجدار !
كنت أعتقد أنه عكازي للأيام القادمة .
(6)
من وراء الباب :
من صاحب هذا الصهيل ؟
حتى الأحلام تصفها بالأشياء المطروحة ..
تطالبني بخلعها ..
لأبدو عارية .
(7)
كل الأشياء حولي تخالني وحيدة ..
وحده وجودك يبدد وهمها
سكوني يكمن فقط .. في الرحيل
انعكس وطني في مرآة الترحال
كما انعكس وجودك علي كل الرغبات ..
في الحركة و في السكون
أنا لم أغادرك حتى أعود .
(8)
الأماكن الخالية وحدها مقدسة .. وبلا إثم ..
من يستطيع العيش فيها !
هذا مساء ليلهُ شاحب كأصابع شاعر ..
يكتب كثيرا عن الموت ..
عن ليل لا يشبهني.. فأنا أرتشف الحياة
أغفو .. و كأنني
بلا سرير منذ الأزل .
منقوول