كان هناك شابا يبلغ من العمر 24 عاما، وبأول نظرة إلى فتاة جارة له وقع في غرامها وصار متيما بها، حاول جاهدا بالتقرب منها والتحدث إليها، كانت الفتاة تعلم تمام العلم بما يكن لها صاحبنا في قلبه حيث كانت معاملته لها خاصة للغاية ويفضلها في كل شيء دونا عن غيرها، لدى كل الأقارب بات الأمر مكشوفا، وأخيرا جاء اليوم الذي سمحت فيه الفتاة الجميلة من تقرب الشاب لها والتحدث معها؛ ولكنه عندما طال عليه الحال عزم على اتخاذ أهم قرار مصيري بكل حياته، فترك لها رسالة بين فيها حبه لها ومدى عشقه الكامن بقلبه تجاهها وأنه لم يعتبرها يوما منذ أن رأتها عيناه صديقة له، بل رأى فيها شريكة عمره وأما لأولاده، كانت الفتاة توقن كلامه في نفسها ولكنها صدمته صدمة عمره أودت بحياته حيث أخبرته وجها لوجه أنها تعلم جيدا أنه يحبها وأنه لم يتقرب منها إلا لذلك الأمر ولكنها لا تحبه بمعنى الحب الذي يريده ويبغاه وأن كل ما يجمعها به هو حب الإخوة ليس أكثر؛ حزن الشاب كثيرا وأصيب بوهن في جسده أودى بحياته بعد عدة أشهر، لقد عشقها بمعنى الكلمة؛ أما الفتاة فلم تشعر بمدى حبها للشاب الكامن بقلبها ولم تكن تدركه إلا بعد مفارقته للحياة، فأوجع الندم القاتل قلبها الهزيل وكلها أيام قلائل بعد وفاة حبيبها وفارقت هي أيضا الحياة.