أسرار الـ 17 ساعة طيران التي أنقذت أردنيين وعرباً من ووهان الصينية
المصدر: دبي - الإمارات اليوم
روى أفراد من طاقم طائرة "الخطوط الملكية الأردنية" أسرار الرحلة رقم "6101" التي استغرقت 17 ساعة طيران من مدينة ووهان الصينية إلى العاصمة الأردنية عمان، والتي أخلت رعايا أردنيين وعربا بعد انتشار فيروس كورونا الذي نشر الرعب في العالم.
الكابتن طيّار كارول الربضي، قائدة الطائرة التي حملت أكثر من 70 راكبا معظمهم من الأردنيين إلى جانب زميلها مساعد الطيار غازي جبرين قالت إن شركة الطيران عملت على تخييرهم في أمر الذهاب بالرحلة ولم تجبرهم على المهمة.
وقالت الربضي "قبلت بقيادة الطائرة … تخيلوا أن لكم أخا أو ابنا في هذه المنطقة هل يمكن لكم ان تتخلوا عنه أو تتركوه".
وبينت أن الشركة شرحت لهم طبيعة الوضع وما هي الإجراءات اللازمة في كل مرحلة من مراحل الرحلة سواء قبل الوصول إلى ووهان من تايلاند وهي المحطة التي توقفت بها الطائرة قبل ووهان أو خلال رحلة العودة بعد صعود الركاب والتي استغرقت نحو 17 ساعة.
وحول مخاوفها من هذا الوباء، قالت الربضي في تقرير صحافي نشرته جريدة "الغد" الأردنية "لكل شيء منطق، وأخذ الاحتياطات المنصوص عليها والمطلوبة سواء من قبل منظمات الصحة أو منظمات الطيران محليا ودوليا في مثل هذه الحالات يقلل من المخاطر بشكل كبير".
وبينت أنه تم شرح كافة هذه الاحتياطات لهم كما تم تزويدهم بكل متطلبات السلامة والوقاية الصحية والشخصية من معقمات مخصصة وأقنعة واقية وزي طبي واقي لأفراد الطاقم.
وبحسب تعليمات هيئة الطيران تم إجلاء الركاب بطريقة معينة كما تم تحديد دورات مياه خاصة بهم، كما تم تهيئة وتدريب الطاقم على التعامل مع أي حالة اشتباه تظهر خلال الرحلة الطويلة، مؤكدة أن جميع الفحوصات التي نفذت من قبل الهيئات الصينية في المطار قبل صعود الركاب إلى الطائرة أثبتت عدم إصابة أي منهم بالفيروس حتى ذلك الوقت.
وبينت الربضي أن هذه المرة الأولى التي تحلق بها شخصيا إلى هذه المسافة، مشيرة إلى أن طائرات الملكية "البوينغ" هي الأقدر على التحليق لهذه المسافات كما أنها مجهزة فنيا بمتطلبات السلامة لمثل هذه الحالات وبالتالي كانت هي الخيار الأنسب لإجلاء الأردنيين.
ووصفت الربضي شعور الأردنيين والعرب بعد صعودهم الطائرة بأنه لايمكن وصفه.
واشارت إلى ان الطائرة كان على متنها 4 طيارين ومساعدي طيار و 12 من طاقم الكابينة الداخلية cabin crew إضافة إلى مهندس وموظف من خدمات المطار والاطباء وكذلك أفراد من الأمن.
مسؤول المضيفين على متن الطائرة علي مبارك قال إن "شعور الأردنيين عند وصولهم الطائرة يفوق الوصف"، مضيفا إنه " لولا تعليمات واجراءات السلامة لكنا عانقناهم" لافتا ايضا إلى امتنان الركاب من الجنسيات الأخرى الذين تم اخلاؤهم.
واضاف أن طاقم الطائرة تسلم معدات مخصصة مثل أقنعة مخصصة غير تلك الطبية المتعارف عليها، ونظارات، وقفازات ومستحضرات تعقيم خاصة، إلى جانب المستحضرات العادية ولباس طبي خاص، مشيرا إلى ان الاحتكاك بالركاب كان بالحد الادني وبحسب التعليمات ورغم ذلك حاولنا جهدنا بأن لا نجعلهم يشعرون بأنهم "منبوذون" بالاطمئنان عليهم من وقت لآخر.
وقال "كان لدينا تعليمات لاتخاذ اجراءات معينة سواء بالتعامل مع الركاب حيث تمت مباعدة مسافة متر بين الراكب والآخر، وكذلك كيفية التصرف في حال ظهرت أي اعراض لأي منهم خلال الرحلة حيث تم تجهيز منطقة للعزل على متن الطائرة بمساعدة الكادر الطبي المرافق لها".
وبين أن الكوادر الطبية كانت بانتظار الطائرة على ارض المطار فور وصول الطائرة للقيام من جهتهم بالتدابير اللازمة لجميع من كانوا على متن الطائرة.
شركة الخطوط الملكية الأردنية قالت "إنها نفذت عملية تعقيم دقيقة وشاملة لطائرتها من طراز بوينغ 787 والتي عادت من ووهان الى عمان (فجر السبت) بعد إخلاء المواطنين الأردنيين والعرب الذين كانوا متواجدين في تلك المدينة وإعادتهم الى المملكة".
وطالت عملية التعقيم كافة أجزاء الطائرة ومقاعدها ومرافقها المختلفة وأنظمة التكييف والتهوية العاملة فيها وتمت بواسطة خبراء متمرسين في هذا المجال يعملون في احدى الشركات المحلية المتخصصة.
ومرت إجراءات التعقيم بثلاث مراحل متتابعة على مدى أكثر من ساعتين وبناءً على الأسس والمقاييس العالمية لتعقيم الطائرات والمعتمدة من قبل منظمات الطيران المدني المعنية وبروتوكول شركة بوينغ الصانعة للطائرة.