سلام الله عليكم
اسمحوا لي أن أدلو بدلوي في هذا الموضوع وسأورده في عجالة وباختصار:
الحق لا يعرف بالرجال وانما يعرف الرجال بالحق فاعرف الحق تعرف اهله أوكما قال امير المؤمنين علي عليه السلام
((إن الحق لا يعرف بالرجال – كما قال الإمام علي (عليه السلام) – وإنما الرجال يعرفون بالحق فاعرف الحق تعرف أهله)) وشواهد الحق كثيرة، وأول وأهم مصدر لمعرفة الحق هو القرآن الكريم ..والإمام علي يريد من كلامه هذا أن شكليات الرجال: ذقونهم, ملابسهم , أجسامهم, ضجيجهم, وحتى عباداتهم ليس هو المقياس ولا الدليل على الحق، وانما إعرف الحق تعرف اهله باتباعهم له.. ويالتمثيل يتضح الغموض:
-الصراع العربي الاسرائيلي:
عرفنا الحق في القرآن الكريم أنه هو الوقوف في وجوه أعداء الله, أليس كذلك؟. الحق هو الذي قال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29).
أليس هذا هو الحق؟ وجدنا الحق هو الذي قال سبحانه وتعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُون ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}(آل عمران: من الآية112). أليس هذا هو كلام الحق, ويكشف الحقيقة عن أعداء الله؟.
-ايضا تولي اليهود والنصارى :
يقول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾. ويقول تعالى(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ* وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )
ومن هذه الآيات عرفنا ان الحق هو عدم جواز مولاة اليهود والنصارى أو اتخاذهم اصدقاء أوالتطبيع معهم بأي شكل من الأشكالوتحت أي مبرر من المبررات ناهيك عن مناصرتهم والخضوع لهم وتنفيذ اجندتهم ضد الأمة الإسلامية ومقدساتها..
وعرفنا أن من خالف ذلك الحق فقد خرج من دائرة الايمان ودخل في دائرة النفاق فيسمى منافقا بنص القرآن قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} هذا هو الحق الذي عرفناه من القرآن الكريم.
تعال معي الآن إلى الواقع وانظر_ على سبيل المثال- الى من يدعون انهم يمثلون الاسلام أو من يسمون انفسهم خدام الحرمين الشريفين ومن يدور في فلكهم كيف تجد واقعهم؟ ..
اليس تراهم يسارعون في اليهود والنصارى والى التطبيع معهم واقامة العلاقات معهم في جميع المجالات والمسارعة الى كل ما يرضيهم..
حتى انهم باعوا القدس وبذلوا مليارات الدولارات لترامب لتوفير الحماية لهم ضد اخوانهم وجيرانهم..
ومستعدين ايضا لبذل مليارات الدولات في سبيل تنفيذ صفة القرن وخدمة لليهود كما صرّح بذلك ترامب ...
اكثر من ذلك تراهم يحاولون حرفة بوصلة عداء المسلمين وسخطهم وتوجيهه الى عدو وهمي ليس له وجود الا في مخيلتهم ( ايران)..
وفي نفس الوقت يهرعون الى تلميع اسرائيل واعداء الاسلام والمسلمين بل ومشاركة اليهود صلواتهم (محركة الهولكست) كما رأينا ذلك في الأيام القليلة الماضية ومن امين عام رابطة العلماء المسلمين بشخصه ولحمه ودمه..
كمارأيناهم يشنون عواصف الحزم والعزم على اخوانهم وجيرانهم المؤمنين اليمنيين وتكفيرهم واعتبارهم مجوسا وروافض ..
في حين نراهم اذلة امام الأمريكي والاسرائيلي مسارعين فيهم بأموالهم وانفسهم ضاربين عرض الحائط كل الحق الذي اورده القرآن الكريم ..
هذا في الوقت الذي نرى فيه المؤمنون المصدقون بوعود الله ووعيده وبكل هذا الحق هم من ينطلقون أعزة على الكافرين..
يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم..
لكن هل حصل هذا من أولئك الحكام وعلماء بلاطهم ؟!.
إذاً فشكلياتهم ومواقفهم وعباداتهم وكل مايصدر عنهم ليست دليلا على الحق..
فالمواقف أبانت لنا بأنهم ليسوا أهل حق ولا هم أهل له..
اكتفي بهذا القدر متمنيا أن اتمنى اكون قد وفقت في تقريب المعنى..
تحياتي وكل الود..