إن اشتقاق كلمة
المسجد، إنما هو من مادة السجود.. إذ من الواضح أن من أقدس الحركات البدنية بين يدي
الله عز وجل، هي حالة السجود.. وهي تلك الحالة التي اختارها الله -تعالى- للتعبير
عن كمال التعظيم، عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم (ع)، وهي بحق حركة ملفتة.. حيث
يجعل الإنسان أشرف أعضاء بدنه، على أرخص شيء في الوجود؛ وهو التراب.. ومن الواضح من
سيرة الأولياء، أنهم كانوا يعشقون السجود أيما عشق!.. فيعتبرونه محطة من محطات
السياحة الروحية، التي لا تساويها الرحلات البدنية في عالم
الوجود.