قصة مثلث برمودا.. 5 قصص غريبة وغامضة حول الحرب والجيش

الحروب ليست طلقات وقتلى فقط، فهناك الكثير من القصص المثيرة للاهتمام والتي حدثت داخل الجيوش، وأثناء الحرب، أو في فترات الإعداد لها، سواء كانت قصص عن اختفاء قوات جيش لم يستدل عن مكانهم حتى الآن، أو رحلات بحث للجيوش عن خرافات قائدها، أو حتى رصد أعداء لا وجود لهم، ووقوع معركة كاملة ليس بها سوى طرف واحد مُدافع.
في هذا التقرير نحكي لكم خمس قصص غريبة وغامضة حول الحرب والجيش.
1- الطائرة التي منحت مثلث برمودا سمعته الغامضة
بدأت الأسطورة الغامضة
لمثلث برمودا بعدة حوادث اختفاء في منطقته دون تفسير واضح لاختفائهم، أو العثور على أي من السُفن والطائرات المُختفية، ومن حوادث الاختفاء التي شكلت تلك الأسطورة عن المنطقة الغامضة في شمال المحيط الأطلسي، كانت في العام 1945 حينما أقلعت الرحلة رقم 19 من المحطة الجوية للبحرية الأمريكية بولاية فلوريدا، وكانت تتضمن تلك الرحلة سربًا من خمس طائرات طراز «TBM Avenger Torpedo» في مهمة تدريبية روتينية بقيادة الملازم تشارلز تايلور.

صورة تجمع طاقم السرب المفقود. مصدر الصورة موقع هيستوري
بعد
إقلاع السرب من محطته وجد قائد السرب نفسه ضائعًا في السماء دون أي تحديدًا واضحًا لموقعه على بوصلته التي فشلت في أداء مهمتها، فطلب المساعدة من قاعدته أكثر من مرة، وكلما حاول الطيران تجاه الشاطئ؛ يجد نفسه داخل البحر مرة أخرى، وبحلول الليل انقطعت كل الإشارات اللاسلكية من الرحلة 19، واختفى السرب المكون من 27 جنديًا.
في صباح اليوم التالي، أرسلت البحرية الأمريكية أكثر من 300 قارب وطائرة للبحث عن السرب المفقود، وأمضى فريق البحث خمسة أيام في تمشيط أكثر من 300 ألف ميل مربع من البحر، ولكن دون جدوى، وأكد فشل المهمة صوت قائد فرقة البحث حين راسل القاعدة قائلًا: «لقد اختفوا تمامًا»، ولم يُعثر على حطام أو جثث تلك الرحلة، ورغم
المحاولات المستمرة لتفسير هذا الاختفاء حتى يومنا هذا لم نصل لتفسير محدد، وظلت آخر كلمات قالها الطيار تشارلز دون إجابة، حين تلقت أجهزة الاتصالات صوته قبل أن يختفي وهو يقول: «أنا لا أعرف أين نحن!».

2- من الذي حذر أمريكا من هجمة اليابان على بيرل هاربر؟
خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري؛
يمر 77 عامًا على تدمير ميناء بيرل هابور الأمريكي، والذي فُجر بغارة جوية مفاجئة من القوات اليابانية؛ الأمر الذي عجّل بانضمام الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، وخلال تلك الأعوام؛ استكشفت معظم جوانب تلك الغارة المفاجئة من استراتيجيات عسكرية ومناورات سياسية، وحتى لحظات البطولة الشخصية والتي سُجلت في أفلام أمريكية شهيرة، وعلى الرغم من ذلك؛ ظل هناك لغز مرتبط بهذا التفجير لم يُحل حتى الآن.

صورة الإعلان الذي نشر في النيوركر
قبل
تفجير الميناء بأيام نشرت جريدة الـ«نيوركر» إعلانًا عن لعبة تُدعى «THE DEADLY DOUBLE»، واحتوى الإعلان على مجموعة من الناس تحتمي في مخبأ من غارة أو تفجير، بينما يقضون هذا الوقت في ممارسة تلك اللعبة والتي تتضمن النرد في طريقة لعبها، وكان النرد الموجود بالصورة يظهر الرقمين سبعة و12 وهي الأرقام التي ليس لها وجود في النرد المتعارف عليه، بينما كان عنوان الإعلان هو كلمة «احذر» بثلاث لغات، وفي اليوم السابع من شهر ديسمبر كما ورد في أرقام النرد فُجرت ميناء هاربور الأمريكية.
وبعد فترة
خلال انخراط أمريكا في الحرب العالمية، كان طيار النقل البحري الأمريكي جوزيف بيل، في مهمة بطريق جنوب محيط الهادي، حينما أخبره أحد ركابه والذي كان ضابطًا للمخابرات أن صيغة هذا الإعلان هي صيغة سرية تستخدم في التحذيرات، وعُيّن هذا الضابط للتحقيق في الأمر؛ في محاولة لمعرفة الشخص أو الجهة التي حاولت تحذير أمريكا من هجوم اليابان عليها، ولكن التحقيقات لم تصل إلى إجابة واضحة حتى الآن؛ ليظل هذا الإعلان لغزًا لأمريكا.

3- حرب لوس أنجلوس.. معركة الوهم الخفي
في
الأسابيع التي أعقبت هجوم اليابان على بيرل هاربر بالعام 1942، اعتقد الأمريكيون أن غارات العدو على الولايات المتحدة الأمريكية وشيكة للغاية، والتوترات بين الجنود كانت شديدة، خاصة بعد أن حذر وزير الحرب الأمريكي هنري ستيمسون من أن المدن الأمريكية يجب أن تكون مستعدة لضربات عرضية من قوات العدو.
وبالفعل كان تحذيره في محله، وألقت غواصة يابانية قبالة سواحل كاليفورنيا 10 قذائف، وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات بالغة لتلك التفجيرات، إلا أنها كانت كافية لبث المزيد من الرعب والتوتر، في نفوس الأمريكيين.

وبعد يومًا واحد من هذا التفجير، التقط رادار عسكري إشارة بدت وكأنها قادمة من جهة إتصال معادية على بعد 129 ميلًا غرب لوس أنجلوس، وانطلقت صافرات الإنذار معلنة عن غارات جوية قادمة للمدينة، وخلال دقائق كان الجنود الأمريكيين يديرون المدافع في الجهة التي قدمت منها الإشارة، وأُنيرت سماء لوس أنجلوس في الساعة الثانية فجرًا وكأن الليل تحول إلى نهارًا فجأة.

صورة لتغطية جريدة« لوس أنجلوس» للمعركة التي حارب فيها الجيش وهمًا

سادت الفوضى في لوس أنجلوس، وتحولت السماء للون البرتقالي كما وصفتها صحيفة «لوس أنجلوس» فيما بعد، وظن كل سكان المدينة أنها تتعرض لهجوم لا مفر منه وفقًا لعدد الطلقات والمدفعيات التي يرونها في السماء والتي اختلطت بالدخان ووهج النيران.
ولكن بعد وقف إطلاق النار، تفاجأ الجنود الأمريكان أن كل تلك الطلقات كان تُضرب في الفراغ لأنه ليس هناك ولا طائرة واحدة هجمت على المدينة أو اقتربت منها، على الرغم ما التقطه أجهزة الرادار بوضوح، الأمر الذي اختار البعض أن
يفسره بكونه مرور لبعض الكائنات الفضائية في تلك المنطقة بالوقت والمكان الخاطئ للمرور، ولكن غير هذا التفسير لم تظهر حقيقة واحدة عن طبيعة الأجسام التي التقطها الرادار والتي أدت إلى ليلة من أشهر الليالي الأمريكية في الغرابة والتي أطلق عليها «معركة لوس أنجلوس».
4- رحلة بحث النازيين عن الكأس المقدسة.. هل تمنحهم قوة خارقة؟
عندما
ضيّق النازيون الخناق على ألمانيا في الثلاثينات، كان هاينريش هيملر عالم آثار شاب ينتمي للنازية وكان لديه نظريات غريبة حينما ادعى معرفته لموقع مدينة أطلنطس الأسطورية حيث عاش العرق الرئيسي للبشر – كما ادعى – وهو الجنس الآري.
وقد كانت تلك النظرية الغريبة مُرضية جدًا للنازيين في ذاك الوقت، لاقتناعهم أن الأمان الحقيقيين التابعين للنازية ينحدرون عن الجنس الآري، ولذلك كانت أمامهم فرصة في حالة إثبات تلك الفرضية؛ لتبديل الديانة المسيحية بديانة جديدة تخص هذا الجنس، ولكن كانت هناك عقبة مُهمة وهي عدم العثور على أي من المعابد أو النصوص أو التحف والتي يمكن لها أن تثبت هذه النظرية.

القائد النازي هيملر. مصدر الصورة موقع فاميس بيبول

ولهذا الغرض، وعلى مدار عقد كامل، قاد هلمير مشروعًا غامضًا مكرسًا لإثبات تلك النظرية الغربية، وأسس وحدة تسمي «Ahnenerbe» (أي تراث الأجداد) والتي ضمت علماء آثار وعلماء جيولوجيا، وجابت تلك المجموعة العالم بحثًا عن الآريين المفقودين من أطلانطس.
ولكن تلك المهمة كان وراءها غرضًا سريًا في نفس هيملر، وهو العثور على الكأس المقدسة، والتي شرب فيها بالعشاء الأخير، وهذا لإيمانه بأن تلك الكأس لها قوة خارقة، وإذا شرب منها النازيين؛ فلن يقدر أحد على هزيمتهم في حربهم ضد العالم، ولكن هيملر عاد هو ووحدة البحث خاليين الوفاض بعد أعوامًا من البحث.
5- أين ذهب ركاب المنطاد؟
مرة آخرى في أمريكا، بعد تفجير بيرل هاربر كانت البحرية الأمريكية تواجه أزمة نقص في السفن المُتاحة لعمل دوريات في الساحل الغربي؛ للكشف عن أي هجمات للغواصات اليابانية، ولذلك اضطر الجيش الأمريكي للاستعانة بتقنية قديمة من أجل دوريات حراسة الساحل وهي تقنية المنطاد.
وفي
صباح أحد أيام صيف أغسطس (آب) من العام 1943 انطلق الملازم إرنست كودي، وتشارلز آدامز في منطاد من طراز L-18؛ في دورة تفتيشية روتينية، وبعد وقت قليل من تحليق إرنست اتصل بالمقر الرئيس لوحدته وأبلغ عن بقعة غامقة مشبوهة في مياه الساحل، والتي يمكن أن تكون غواصة يابانية تحت سطح المحيط تهدف لمهاجمة أمريكا، ولم يتلق المقر أية رسائل آخرى من الملازم الذي كان ينوي تفقد تلك البقعة والتأكد من هويتها.

لحظة تحطم المنطاد في سان فرانسيسكو مصدر الصورة موقع آل انترستنج
وبعد
التحليق لما يزيد عن ساعة حول تلك النقطة، توجه المنطاد عائدًا ببطء إلى سان فرانسيسكو، ولم يكن هناك أي تصرف خارجًا عن المألوف صدر من هذا المنطاد حتى بدأ المنطاد في الدخول لمنطقة الضواحي السكنية، فاجتمع آلاف من الأمريكان يشاهدون تقدم المنطاد، والذي لم يتوقف حتى اصطدم في سارية طويلة، ولحسن الحظ لم تكن هناك إصابات نتيجة هذا الاصطدام، ولكن الغريب في الأمر أن المنطاد كان خاويًا ولم يجدوا أي أثر لإرنست أو تشارلز، وبعد فترات طويلة من البحث لم يُعثر على جثثهم وظل مكانهم لغزًا حتى وقتنا هذا.