هنا يكون
خطابنا خطاب الروح الى الروح فنحاول التجرد من الأنا الإنسانية الجاهلية ونعرج في
رحاب الروح الانسانية العالية المتكاملة المتجردة عن حب الذات ، بل روح يضفي عليها
البذل والعطاء والسمو والتكامل الاخلاقي المتعالي لنكون في رحاب التمهيد الحقيقي
للأمام سلام الله عليه وبناء القواعد والاسس والتمهيد ، وفي رحاب الوحي الرسالي
مستمدين سيرنا وسلوكنا وفق المنهج المحمدي الاصيل والذي بُني على القواعد الالهية
الشرعية ليكون المستقبل هو نصب جهدنا وبحثنا واعتقادنا وهمنا ودنيانا وآخرتنا والذي
ينتظر ذلك اليوم العالم برمته من جميع المخلوقات ذلك هو المستقبل الحقيقي في رحاب
الدولة العالمية على قائدها الاف التحايا والسلام
.


المستقبل الحقيقي هو الحكومة الألهية العادلة
:

علينا
أن ننظر الى المستقبل بنظرة متجردة عن الذات والأنا ، ونتعامل معه وفق المنهج
والخُلق والتخطيط الالهي والذي رسمت معالمه الارادة الالهية وفق المنهج الشرعي ،
فالإنسان وما يملك من طموح يكون محدوداً ضمن دائرة العائلة والمجتمع وما يتعداه الى
ما وراء ذلك ، ومنه يكون همه وجهده منصب الى بناء مستقبله الفردي في تحسين الظروف
من المرتبة العلمية أو الوظيفة العملية والتي ترتقي به الى المقامات العالية في
المجتمع ليكون في عيش مترف تتوفر فيه كل وسائل الراحة والاستقرار وهذا أمر لا باس
به وحثت عليه الشريعة ، ومنهم من يتعدى حدود التفكير والطموح ليرسم له منهجاً خاصاً
في كل المجالات وهو شيئ مستحسن وجيد، لكن هذا الطموح في نظر الرسالة الالهية
المحمدية طموح محدود يحقق له فائدة آنية زائلة أن طالت وأن قصرت ، فنرى من أمثال
ذلك الطموح يجدّون ويجتهدون مستخدمين كل الوسائل الشرعية وغيرها لإكمال وإتمام ما
يتمنوه من تلك الأماني والذي رسمته مخيلاتهم وطموحاتهم ، فيفعلوا المستحيل حتى
يكوّنوا لأنفسهم ذلك المستقبل مع إنه كما قلنا لن يدوم أكثر من بضع سنين فتنتهي قصة
نضالهم وجدهم وكدهم وسعيهم على جميع المستويات ، ولا ضير كما أسلفنا الى الطموح من
هذا النوع بالضوابط الشرعية لكن مرادنا أن ننبه الى الطموح الأكبر من ذلك وهو
الدولة العادلة والتأسيس لها والتي أشارت اليها الآيات والنصوص عن النبي وآل بيته
الاطهار بالسعي الى نصرة صاحب هذه الدولة والتي بها سعادة الدارين
.


البناء هو للمستقبل المهدوي للدولة
العادلة:

فلمَ نضع وراء ظهرانينا من يجمع لنا سعادة الدنيا والاخرة وهو أولى
بالالتفات من ذلك؟ لا نعني أن نهمل المستقبل في الدنيا؛ كلا ولكن صرف أكثر الجهود
عليه هو الخطأ إذ لا ينبغي أن يتجاوز الجهد الذي نبذله من أجل المستقبل الآني أكثر
من واحد بالمئة من مجموع جهودنا وطاقاتنا للمستقبل المهدوي وبناء الدولة المحمدية
المهدوية والتي تكون فيها سعادة البشر ، متجردين عن تعصب الجاهلية العمياء مستغفلين
عما سرنا عليه من منهج يجعلنا بعيدين عن جادة التمهيد والبناء المستقبلي ، ذلك رجل
الدين والمرجع والمهندس والطبيب والعامل والكاسب كلاً يسعى الى هدف لا يتعدى ما
ذكرناه وما لم نذكره من طموح زمني أن طال وأن قصر لا يتعدى عشرات السنين ، بل على
الجميع أن يشمر عن ساعديه ويترك النفس والهوى والملذات والمكانات الأجتماعية
والمناصب الحكومية وليكون جنديا لأمامه الذي ينتظر منه الولاء والطاعة وأن لا يجعل
أمامه شعاراً يرفعه امام طموحاته الآنية والتي لا ترتقي الى مستوى الموالي الباذل
للنفس والمال من أجل حياته الأبدية ودولة الله الكبرى
.

ليكون
منهاجنا وعملنا مبني على ثلاث أسس من التفكير والعمل من أجل الوصول الى المبتغى
والمراد فتكون ثلاثة مراحل على الساعي لنصرة الأمام المعصوم سائراً وفق منهجية
الشريعة والعمل وفق متطلبات المرحلة والتمهيد لها لتكون الركائز الثلاثة مجال بحثنا
الآتي أن شاء الله وهي - ملامح شخصية التمهيد ومقوّماتها وأخلاقها. - تغيير
الفكر والسلوك إلى منهج التأسيس. - أستثمار الفرص لبناء الدولة المحمدية
. وهذه
الضوابط الثلاثة تفيد في تقويم المنهج والعمل بما يتناسب وحجم المرحلة ومسؤولياتها
لتكون أسس علمية منطقية نستنتج منها مقومات الث
بات والسير وفق ما خططت له اليد الغيبية للسير والسلوك الأخلاقي
للتمهيد المقدس على قائدها الاف التحايا والسلام .

يتبع