(السيف أصدق إنباءً من الكتب
في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب)
قصيدة أبي تمام الشهيرة
(السيف أصدق إنباءً من الكتب
في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب)
أجابه أحد الشعراء في عصرنا
-----
يا فارس الشعر...
يا فارسَ الشّعر، عذرًا، أنتَ لم تُصِبِ...
فالسّيفُ قد صار رمزَ الزّيفِ والكذِبِ...
يلهو به الطّفلُ في البيداء محتطباً...
أو يبهرُ النّاسَ عند الرّقص واللّعِبِ...
يا فارس الشعر، عهد السّيفِ فارقنا....
والمجدُ أضحى رهينَ العلم والكتُبِ....
فالحربُ صارتْ بأزرارٍ و أجهزةٍ...
ترمي دمارا لصهْر الكون كالشّهُبِ...
من وظّف العلمَ في تصنيع أسلحةٍ...
دانتْ له الأرض، واستعلى بلا تعب...
لا الخيلُ تعدو، ولا البيداء تعرفنا...
والسّيف والرّمحُ صارا عُدّة الحطبِ....
يا فارس الشعر، لو نُحظى بمعتصم...
نسكبْ له المدح كالشّلاّل في الهُضَبِ...
هل نمدح الزّيرَ، مَن يلهو بغانية...
وينثرُ المال من مخزوننا الخرب؟ ...
هل نمدح العرْصَ، إذْ يُعنى بغاصبنا...
يُهدي له الماس كي يختال في عجب؟...
هل نمدح الكاذب المحتال، يخدعنا...
بالقول، والفعلُ لا يرقى إلى الخطب؟...
في كلّ قُطرٍ رحى الإفساد تطحننا...
سرّاً وجهرا، بلا لوم ولا عتب...
كلّ العروش طراطيرٌ مجهّلةٌ...
فالعلم بالجهل أضحى قمّة الأدب...
أبي تمام