بين لاجئين، صامدين، وقتلى.. صور مؤلمة توقف لها العالم منحني الرأس !
ربما لم ولن تتخطى هذه الصور حاجز الإنترنت أو بعض القنوات التليفزيونية .. ربما لم ولن تصل إلى قلوب المتسببين بها -إن كان لديهم قلوب- .. ربما لم ولن يشعر بهم أي شخص بحق، لكن المؤكد أن العدالة الإلهية قادمة لا محالة عاجلاً أم آجلاً..
على هامش القضية السورية وهروب السوريين من الدمار والخراب الذي لحق ببلدهم مضطرين لتحويل أنفسهم إلى لاجئين مُشردين وقتلى، ظهرت بعض الصور التي لخصت الحال الذي آل إليه هؤلاء دون التفوه بكلمة واحدة، على رأسها صورة الطفل الغريق إيلان الكردي..
من أحد شواطئ تركيا، انطلق عبد الله الكردي وزوجته وطفليه إيلان وغالب إلى عرض البحر في قارب صغير هرباً إلى جزيرة كوس اليونانية، إلى أن انقلب بهم القارب وحاول عبد الله بكل طاقته إنقاذ ولديه وزوجته لكن بدون جدوى، إلى أن سحب البحر جثة إيلان الى أحد شواطئ تركيا مرة أخرى مُخلفة صورة من أقوى الرسائل التي قد يتم إرسالها إلى العالم.
تمكن والد الطفلين عبد الله من النجاة بأعجوبة بعد أن فقد ولديه وزوجته، حيث قال أن آخر كلمة تفوه بها إيلان هي “ بابا لا تمت “
لم تكن صورة إيلان الكردي وحدها هي من بعثت برسالة مؤلمة للعالم، هناك العديد من الصور التي حرّكت شيئاً ما داخلنا جميعاً، تحمل في طياتها ألماً، عتاباً، وقسوة تجاه عديمي الإنسانية المتسببين في هذا الدمار..
نبدؤها أولاً بصور اللاجئين السوريين التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي..
بائع الأقلام
الأب السوري عبد الحليم العطار الذي ظهر في صورة هزت مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر في شوارع بيروت وهو يبيع الأقلام حاملاً على كتفيه ابنته وهي نائمة في صورة مليئة بالألم تجاه الحال الذي آل إليه هذا الرجل بعد تشريده من بلده.
بعد ظهور هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أطلق مجموعة من النشطاء حملة للبحث عن هذا الرجل وابنته، إلى أن وجدوه وقاموا بتقديم كافة المساعدات اللازمة له، بل وإطلاق حملة تمويل إلكترونية لهذا الراجل لمساعدته، ولاقت الحملة ترحيباً شديداً من كثير من دول العالم منها بريطانيا وأمريكا والإمارات والسعودية.
شاحنة الموت
بعد إيلان لم يتوقف الألم حتى وجدنا هذه الصورة المُبكية لمجموعة من المُهاجرين السوريين -عددهم ٧١ تقريباً- داخل شاحنة في النمسا قُتلوا اختناقاً على الأرجح بعد تكدسهم فوق بعضهم داخل الشاحنة بدون أدنى شكوى أو صوت استغاثة منهم.
دموع فرح بالنجاة .. أم دموع الموت
ليث ماجد، صورة الأب السوري التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تلخيصها معاناة شعب بمشهد واحد. التقطت هذه الصورة بعد وصول قارب مجموعة من اللاجئين السوريين إلى شط الأمان بسلام في اليونان بعد هروبهم من النيران في سوريا.
يحتضن ليث طفليه وسط دموع ليس معروف إن كانت دموع فرح بالنجاة من الموت المحقق، أم دموع الموت في سوريا أم الاثنين معاً..
صور أخرى على مر التاريخ..
لوحة الألم .. كارثة رانا بلازا
التقطت هذه الصورة في واحدة من أسوأ الكوارث الصناعية في بنغلاديش، وهي كارثة انهيار مصنع رانا بلازا الضخم، وهو ثاني أكبر مصنع لتصنيع الملابس في العالم بعد الصين، حيث كان المسؤول عن صناعة ملابس العديد من الماركات العالمية مثل H&M و Mango وغيرها.
انهار المصنع بالكامل في عام ٢٠١٣ مخلفاً حالة من الدمار الشامل للمكان وماحوله، حيث لقي أكثر من ٦٠٠ عامل حتفهم على إثر هذه الكارثة، حيث يعمل بالمصنع أكثر من ٤ مليون قروي من قرى بنغلاديش، مما سبب حالة من الغضب الشديد بسبب عدم مراعاة دواعي السلامة.
الصورة السابقة هي لـ Jahedul Parveen وزوجته Rehana، كان يحتضنها تحت أنقاض المبنى حتى آخر نفس..
كارثة بوبال
من أسوأ الكوارث الصناعية على الإطلاق، حدثت في مدينة بوبال بالهند عام ١٩٨٤ بسبب حدوث انفجار هائل في مصنع يونيون كاربايد للمبيدات، مما أدى الى انطلاق كم هائل من الغازات السامة التي أودت بحياة من ٨ إلى ١٠ آلاف شخص في الثلاثة أيام الأولى، وأكثر من ألفي حالة موت فورية، وتعرض أكثر من نصف مليون نسمة لهذه الغازات السامة مما أثر عليهم في الأعوام القليلة اللاحقة وأودى بحياتهم.
الصورة المؤلمة بالأعلى تم التقاطها بواسطة الصحفي الهندي Raghui Rai، لطفل غارق في أنقاض الكارثة وآثار الغازات السامة بعينيه.
المجاعة السودانية
ربما هي الصورة المؤلمة الأشهر المحفورة بذاكرة الجميع، التقطت هذه الصورة بواسطة المصور كيفن كارتر أثناء المجاعة السودانية عام ١٩٩٣، وهي صورة لطفل يحتضر من شدة الجوع والعطش ووراءه نسر ينتظر موته ليحصل على وجبته.
حاز كيفن كارتر على جائزة بولتزر لهذه الصورة بعد بيعها لنيويورك تايمز، والتي أصبحت من أكثر الصور انتشاراً في العالم. بعد ثلاثة أشهر وجدوا كيفن كارتر مُنتحراً بسبب الاكتئاب.
من أوغنـدا..
وضح الصحفي الأمريكي مايك ويلز بهذه الصورة مدى التفاوت المؤلم بين البشر .. أوغندا، واحدة من الدول الإفريقية التي تعاني من فقر، جهل، ومجاعات تودي بحياة الأطفال قبل الكبار، دقق بهذه الصورة وسترى كم الألم المنبعث من اليدين..
فتى الدبابة..
لا يعلم أحد ما الذي حدث لهذا الرجل بعد هذه الصورة، التقطت هذه الصورة في ميدان تيانانمين في الصين عام ١٩٨٩ أثناء مذبحة الجيش الصيني تجاه المحتجين على النظام الاقتصادي والسياسي الصيني آنذاك.
خرج أكثر من مليون محتج صيني مما دفع القوات الصينية إلى النزول بكامل عتادها وإضرام النيران في وجه المحتجين. لم يعلم ملتقط هذه الصورة أنها ستصبح فيروسية يوماً ما، حيث أصبحت هذه الصورة أيقونة للنضال والشجاعة.
رجاءً .. أنقذني
انس كل شيء، تمعن جيداً في هذه الصورة، ودع قلبك يشعر بمدى عظمة هذه الصورة .. بعد حوالي ٢١ اسبوعاً من تكون هذا الجنين داخل رحم أمه، اكتشف الأطباء أن الجنين يعاني من بعض الاضطرابات في عموده الفقري وقد يولد مشوهاًُ أو مُعاقاً، لذا قرر الأطباء التدخل بشكل سريع واتخاذ المخاطرة بالدخول إلى رحم الأم والوصول إلى الجنين وإجراء عملية جراحية له داخل الرحم!
بعد إنهاء العملية، خرجت يد الطفل من داخل الرحم وأمسكت بيد الطبيب الذي ذكر بعدها أنه شعر أن الحياة توقفت لبضع ثواني بعدما أحس بيد الطفل تمسك به وكأنها تقول له رجاءً أنقذني، أو ربما تعبر عن امتنانها له بإنقاذ الطفل.
سرعان ماتم التقاط هذه الصورة المذهلة وإعادة الجنين مرة أخرى الى رحم أمه، وتمت العملية بنجاح وسميت هذه الصورة بيد الأمل .. هذا الطفل ولد بصحة جيدة وهو صامويل أرماس ويبلغ من العمر ١٥ عاماً الآن.
أبو غريب
تخيل أن صورة مثل هذه ( وهي الأقل ألماً من بين صور سجن أبو غريب ) لم تحرك مشاعر العالم حتى هذه اللحظة لما نراه من دمار وخراب وقتل وتشريد .. هذه الصورة إحدى صور تعذيب العراقيين على يد القوات الأمريكية أثناء غزو العراق في سجن أبو غريب الشهير.
ربما حركت صور أبو غريب العالم لبعض الوقت ولكن سرعان ماتم نسيانها ونسيان ماذا حدث للعراقيين آنذاك، وتتكرر المآساة بصور أبشع من تلك حتى الآن في سوريا، ليبيا، والعراق والعديد من الدول العربية الأخرى.
# وصلنا إلى نهاية المقال وليس الدمار، نهاية جرعة الألم وليس ذاته، نهاية البراءة وليست القسوة .. هذه الصور ماهي إلا جزء لا يتعدى واحداً بالمئة مما حدث ومايحدث، إن كنت تقرأ هذا المقال الآن فأنت حتماً في حال أفضل من هؤلاء، ادعمهم، ادع لهم .. وقدّم لهم يد العون إن أتيحت لك الفرصة.