كوارث نوويّة زعزعت استقرار العالم على مر التاريخ!
سجلّت العقود الأخيرة كوارثاً نوويّة أَثبتت أنّ الطاقة النووية – ورغم كونها نظيفة وأكثر إنتاجية وأقل تكلفة – قد تكون مدمّرة عند أبسط خطأ بشري.
واحتمال اعتماد الطاقة النووية كمصدر رئيسي للطاقة يبدو أمراً مخيفاً للغاية، فأي حادثة مهما كانت صغيرة سيمتد تأثيرها على الطبيعة والكائنات الحيّة لعدّة قرون قادمة.
في هذا المقال نرصد مجموعة من أضخم الكوارث النووية على الإطلاق:
الانهيار الجزئي لمفاعل لوسنس النووي – سويسرا
أدّى خطأ في نظام التبريد لانهيار جزئي في قلب المفاعل النووي، ولأنّ الحكومة قامت ببناء هذا المفاعل داخل أحد الكهوف بالإضافة إلى التعامل السليم والحذر من قبل طواقم المفاعل فقد تمّ احتواء هذا الحادث دون ورود أيّة تقارير عن وقوع إصابات، وهو الحادث الوحيد غير المميت في هذه القائمة.
تري مايل أيلاند – بنسلفانيا
تُوصف بأنّها واحدة من أسوأ حوادث المحطّات النوويّة في الولايات المتحدة الأمريكية، جرت سنة 1979 إثر عطل بسيط في التغذية والذي تفاقم بعد عدّة ساعات ليتسبّب بانفجار 300 كيلوغرام من الهيدروجين.
وكان لصلابة حجرة الاحتواء دور كبير في حجب الانبعاثات النوويّة عن البيئة المحيطة، لتعلن السلطات الأمريكية بعد ذلك عدم تسجيل أي حالة وفاة مباشرة جراء هذا الحادث.
الغواصة النوويّة السوفيتية K-19
دخلت الخدمة في نهاية 1960، وتُعتبر أول غواصة نوويّة سوفيتية قادرة على حمل صواريخ بالسيتية.
بدأت القصة في يوليو من سنة 1961 عند حدوث قصور حاد في نظام التبريد الخاص بأحد المفاعلات النوويّة أثناء رحلة لها في مكان ما في شمال المحيط الأطلسي، لتتفاقم المشكلة وتؤدي فيما بعد إلى شلل شبه تام في حركة الغواصة.
أدّت هذه الحادثة إلى وفاة معظم البحارة الذين كانوا على متن الغواصة إثر تعرّضهم لجرعات عالية من الإشعاع الذري.
حريق محطّة ويندسكيل – بريطانيا
سعت المملكة المتحدة بكلّ قوتها لدخول سباق التسلّح الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، لذا بدأت في العمل على إنتاج أولى قنابلها الذريّة وذلك بإنشاء مفاعلين نوويين هما ويندسكيل بايل 1 وويندسكيل بايل 2.
في أكتوبر 1957 اندلع حريق في المفاعل الأول خلال عملية فاشلة لتحضير الصلب، وتسبّب ذلك بأكثر من 200 مصاب بالسرطان إثر الحرائق والتسرّبات العشوائية.
التلوّث الإشعاعي – البرازيل
بدأت القصة سنة 1971 في مدينة غويانيا وسط البلاد عندما افتتحت في المدينة عيادة خاصة للعلاج الإشعاعي تستخدم مواد عالية الإشعاع.
في 1985 تم إخلاء العيادة ونقلها إلى موقع آخر مخلّفة ورائها بعض المعدّات العشوائية دون إبلاغ الجهات المختصّة بهذا الشأن، وعلى إثر اكتشاف الأمر قامت السلطات البرازيلية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عمليات تنظيف المدينة من المخلّفات الإشعاعية.
نتج عن هذه الحادثة 4 وفيات وإصابة 28 شخص بحروق إشعاعية، بالإضافة إلى 249 شخص ثبتت إصابتهم بتلوّث إشعاعي عالي.
كارثة فوكوشيما – اليابان
نجمت هذه الكارثة إثر التسونامي الذي ضرب اليابان في مارس 2011، حيث غمرت المياه أنظمة التبريد في مفاعل فوكوشيما دايتشي ممّا أدّى ألى تزايد النشاط الإشعاعي في واحدة من أكبر 15 محطّة لتوليد الطاقة في العالم.
بعد عدّة ساعات من الزلزال بثّت صوراً لانفجار ضخم تظهر فيه أعمدة من الدخان الأبيض المتصاعد من المحطّة، تبيّن فيما بعد أنّه انفجار الهيدروجين الناجم عن انخفاض مستوى التبريد في المحطّة، تبعه انفجار آخر بعد عدّة أيام ناجم عن خطأ في نظام كبح الضغط تمّ على إثره إجلاء العمّال غير الأساسيين في المحطّة.
دعت السلطات اليابانية السكّان إلى إخلاء المنطقة في شعاع قطره 20 كيلومتر، وتمّ تقييد حركة الطائرات على نطاق 20 كيلومتر حول المحطّة.
كارثة تشارنوبيل – أوكرانيا
تُصنّف عالمياً كأسوأ كارثة للتسرّب الإشعاعي والتلوّث البيئي شهدها العالم حتى الآن، حدثت يوم 26 أبريل 1986 إثر تجربة في القسم الرابع من المحطّة، قامت على أثرها السلطات المحليّة بإجلاء أكثر من 100 ألف شخص ضمن شعاع قطره 30 كيلومتراً.
تسبّب انفجار المفاعل بمقتل 31 من العاملين ورجال الإطفاء جراء تعرضّهم المباشر للإشعاعات، وقدّرت السلطات السوفيتية عدد الضحايا بأكثر من 8 آلاف شخص، في حين توقّعت بعض المنظمات الدولية وفاة بين 10 آلاف و 90 ألف نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية، كما أشارت إحصائية رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية إلى أنّ 2.3 مليون مواطن ما زالوا يعانون حتى اليوم من آثار هذه الكارثة بأشكال متفاوتة.
تسببت هذه الكارثة أيضاً بتلوّث 1.2 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وبيلاروسيا، وما تزال المنطقة المحيطة بالمفاعل غير مأهولة بالسكان حتى اليوم.