فقار بداية علينا ان نتفق على نقاط:
- ادم عليه السلام لم يكن مخلوقا ليسكن الجنة.. وانما كان واجبه ان يسكن الارض ويعمرها ( واذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة)..وسيكون بمثابة خليفة الله في الارض, يحمل اشعة من صفاته ويسمو على الملائكة ويكون أعلى شأنا منهم.
واذا كان الملائكة معصومين من الزلل والخطأ ( لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يُأمرون) فلا بدّ ان يكون هذا المخلوق الجديد الارقى منهم أن يكون على الأقل معصوما مثلهم وأفضل منهم.
- وجود ادم في الجنة هي مرحلة تحضيرية لحياته الحقيقية التي ستكون على الارض.. عليه أن يتعلم تحمل المسؤوليات ومواجهة المشاق والمصاعب. وعليه ان يدرك ان السعادة الحقيقية في الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى. على ادم ان يدرك ان المعصية لا تُغلق بوجهه ابواب السعادة اذا ما تاب وعاد الى ربه, فباب التوبة دائما مفتوح ورحمة الله دائما تحيط بالبشر.
كانت هذه التجربة لادم في الجنة ضرورية ليتعرف على عدوه - الشيطان - فيحذر منه, ويتعرف الى اصدقائه فيلجأ اليهم.
من هذه التجربة تعلم ادم اهم الصفات التي يمكن ان ان تدمر الانسان هي الطمع والحسد والكذب. فعلى ادم وذريته ان يبتعدوا عن هذه الموبقات في حياتهم الارضية.
اما جواب الاشكال محل النقاش:
- ما عمله ادم عليه السلام لم يكن ذنبا, وانما كان فقط تركاً للاولى. فالاكل من الشجرة بحد ذاته لم يكن محرما.
- النهي الالهي لادم لم يكن نهيا مولويا واجب الالتزام. بل كان نهيا ارشاديا بمثابة التحذير اذ ان الاكل من تلك الشجرة سيُخرج ادم من الجنة ومن الحياة الرغيدة. فالامر يرجع لادم نفسه ان شاء أن يبقى في الجنة بالابتعاد عن الشجرة او النزول الى الارض والمباشرة بالقيام بواجباته الارضية. كالطبيب الذي يقول للمريض ان لم تتناول هذا الدواء ستمرض. ويبقى المريض حرا بما يستختار.
- ( فتكونا من الظالمين) ادم عليه السلام لم يختر الافضل لنفسه فظلمها عندما اختار الاكل من الشجرة ليغادر الجنة ويهبط الى الارض. كالمريض الذي يختار عدم تناول الدواء فيزداد مرضه ومعاناته.
خلاصة القول ادم لم يفعل ما ينافي العصمة.
اسف على الاطالة لكن هذا الموضوع جدا عميق.
شكرا فقار..مودتي