الحرب الاهلية الامريكية
تعتبر الحرب الاهلية الامريكية من أكثر الحروب دمويةً في العالم، حيث راح ضحيتها مئات الآلاف إلى جانب ملايين المصابين عدا عن الخراب والدمار الذي تسببت به المعارك والنزاعات.
الحرب الاهلية الامريكية
كانت أمريكا قبل استقلالها مكانًا لعمل العبيد، ودفع هؤلاء ثمنًا للحرية منهم حوالي 600 ألف قتيلٍ وأكثر من 3 ملايين مصابٍ في أعظم حرب في تاريخ أمريكا، حيث تمحورت الحرب حول الحصول على الحرية أكثر مما كان يشاع عن كونها حرب عرقية بسبب اختلاف اللون.
استمرت الحرب الاهلية الامريكية أربع سنواتٍ بين عامي 1861 و 1865 ميلاديٍّ، بين مختلف الولايات المتحدة وإحدى عشر ولاية جنوبية انفصلت عن الاتحاد وشكلت الولايات الكونفدرالية الأمريكية.2
مقدمة نحو الحرب الاهلية الامريكية
تتركز أسباب الحرب الاهلية الامريكية حول فكرة الموارد وخاصةً بعد الانقسام، حيث انفصل الجزء الشمالي عن الجزء الجنوبي من البلاد في الفترة ما بين 1860 و 1861، وتلا ذلك الكثير من المعارك بين المقاطعات المختلفة، وقبل وقوع الانفصال والحرب الأهلية كان اقتصاد ولايات الجزء الشمالي من البلاد قائمًا على التنوع والتجديد والسرعة، وكانت الزراعة المعتمدة على المزارع الصغيرة هي المسيطرة، كما استثمر الشماليون بتطوير نظام النقل من قواربٍ بخاريةٍ وطرقٍ وقنواتٍ وسككٍ حديديةٍ، إلى جانب اهتمامهم بالبنوك والتأمين، كما كانت لديهم الصحف والمجلات والكتب واستخدموا التلغراف.
بينما تركز اقتصاد القسم الجنوبي من البلاد على زراعة المواد القابلة للتصدير والتجارة في مزارع كبيرة مثل القطن، وكان الجهد الزراعي معتمدًا على عمل العبيد، وبدلًا من الاستثمار في المصانع والسكك الحديدة كما فعل سكان الشمال كان تركيز استثمارات أموال الجنوب على عمل العبيد، وكانت نسبة تلك الاستثمارات حوالي 84 بالمئة من رأس المال المستثمر في التصنيع.
انتشرت سابقًا الكثير من القوى المناهضة للعبودية، وتنازعت مع القوى المؤيدة لها ويذكر من تلك النزاعات إقرار اتفاقية ميسوري عام 1820 والتي تعتبر أول صفقة سياسية بين المؤيدين والمعارضين للعبودية، وإلى جانب هذا النوع من الصراعات حدثت حرب المكسيك والتي أضافت في نهايتها عام 1848 حوالي 500 ألف ميل مربع أي 1.3 مليون كيلومتر مربع من الأراضي الجديدة إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، مما صعد النزاع بين الجنوب والشمال، كما ازداد الشعور لدى الشماليين بوجوب القضاء على العبودية التي تركزت في الجنوب، ومع مرور الزمن أصبح الطرفان أكثر توترًا وأخذت النزاعات تتطور بينهما، وأصبح من الصعب على السياسيين احتواء هذا النزاع.
أسباب الحرب الاهلية الامريكية المباشرة
بالرغم من أن العبودية كانت السبب الأهم للحرب الأهلية الأمريكية، إلا أنها لم تكن العامل الوحيد للحرب ونذكر من الأسباب أيضًا:
- الصناعة مقابل الزراعة: حيث تحول الاقتصاد في عدة ولاياتٍ شماليةٍ من الزراعة إلى الصناعة في منتصف القرن التاسع عشر، ولكن حافظ اقتصاد الجنوب على اعتماده على الزراعة عن طريق عمل العبيد.
- حقوق الولايات الجديدة: حيث نص الدستور على مجموعةٍ من عوامل القوة التي يحق للولاية أن تحصل عليها مقارنةً بالقوة الأكبر التي تتمتع بها السلطات الفيدرالية، لذا فقد شعرت الولايات الجديدة أن السلطة الفيدرالية تسلب حقوقها.
- التوسع: استمرت الولايات المتحدة بالتوسع غربًا وكانت الولايات الجديدة تضاف إلى جزءٍ من الدولة وخاصةً الشمالي لذا خشي الجنوبيون من الزيادة التي تطرأ على قوة الشمال.
- العبودية: سبب الحرب الاهلية الامريكية الأشهر حيث كما ذكرنا أعتمد الجنوبيون بشكلٍ كبيرٍ على العبيد في حين ناهض الشماليون فكرة العبودية وسعوا إلى إنهائها.
- معارك كانساس: وهي أول مكانٍ بدأ فيه القتل بسبب العبودية عام 1854، وسمح للناس في ولاية كانساس بعد ذلك بالتصويت كي تكون ولاية عبودية أو ولاية حرة وكانت النتائج متقاربةً ولم تستقر الولاية حتى 1861 كولايةٍ حرةٍ.
- تسلم ابراهام لنكولن رئاسة الجمهورية في أمريكا حيث كان مناهضًا للعبودية واعتبره الجنوبيون مناهضًا لهم أيضًا.
- انفصال العديد من الولايات الجنوبية عن البلاد نتيجة تسلم ابراهام لنكولن.
ملخص الحرب الاهلية الأمريكية
حلت الحرب الاهلية الامريكية قضايا مصيرية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمكنت من اتخاذ قرار ما إذا كانت أمريكا دولةً حرةً يتمتع الجميع فيها بنفس الحقوق والواجبات أم أنها أكبر دولةٍ للعبيد في العالم.
ولكن من الواضح اليوم أن الجزء الشمالي من البلاد انتصر على الجزء الجنوبي وأعلن الولايات المتحدة الأمريكية كدولةٍ ديمقراطيةٍ خاليةٍ من العبودية، ولكن ذلك لم يكن بسلامٍ بل راح ضحية الحرب بينهم أكثر من 625 ألف أمريكيٍّ، وهو ما يقارب عدد سكان الجنوب حينها.
كانت شرارة بداية المعارك في 12 أبريل 1861 بسبب مناوشاتٍ ناريةٍ بين الجيش الكونفدرالذي الذي شكلته الولايات المنفصلة بعد انتخاب ابراهام لنكولن والجيش الشمالي المناهض للعبودية وفُتحت النار بينهما، لكن القتال الحقيقي بدأ في عام 1862 في معاركٍ ضخمةٍ مثل شيلوه في تينيسي وجينز ميل وثاني ماناساس وفريدريكسبيرج في فرجينيا وغيرها، وحدثت معاركٌ دمويةٌ كبيرةٌ في الأعوام التالية.
وفي عام 1864 تحول هدف الشماليين من إنهاء العبودية إلى تدمير الجنوب وحدثت حربٌ شاملةٌ أدت إلى ولادة الحرية من جديدٍ.