وجع الرحيل
بواسطة : منير النمر - القطيف اليوم
30 يناير، 2020
نمشي فيتبعنا الترحال مبتسما
وفي المسافةِ عشق الحبِّ لم يغبِ
وأنت يا شاعرا في النعشِ ملتحفا
وجهَ الضياء الذي ما غاب عن كتبِ
هذي قوافيك تمشي مثل أزمنةٍ
تنعى الحسينَ.. ضياءً مشرقا بنبي
كم تعتلي الروحَ من قول ومن جسدٍ
وفي المنابرِ يسمو الحرف من ذهبِ
يا أنتَ يا وجع الترحال.. يا بلدا
يا ساكنا بندى النبضات.. يا تعبي
للآن لم تغبِ الأحزان عن جسدٍ
يرتاحُ في حُلُمٍ من شدّة التعبِ
دنيا تحيط بكل الصبح غايتها
أن يسجدَ الليل للأكوان في لهبي
أنا الحزين على ذكراكَ يا جسدا
تنام في دمه الساعاتُ.. يا عجبي
النعشُ في يدنا حلما يلوذ بنا
والشِّعرُ منكَ عظيم القول في كتبِ
حلّ الوداع سريعا مثل لحظته..
وأنتَ.. أنتَ عليّ القوم لم تغبِ
نمْ في ضريحكَ مثل الحبِّ في لغةٍ
تخضرُّ أحرفها من سطركَ العَذِبِ
ففي بكائك حبَّا أنت مالكهُ
على الحسين الذي لا زال في لهبي
لا يحجب الوجع القاني أحبتنا
القوم إن ذهبوا.. ذكراهمُ سُحُبِي
هذا الوداع على “حَمْدٍ وفاتحةٍ”
تمتدُّ ذاكرةً في جمرها حطبي
إلى روح المرحوم الخطيب الحسيني الحاج الملا علي الملا محمد علي جواد المزين