وجه الانتفاع به
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ما الفائدة في إمام غائب عن الأبصار لا ينتفع به الناس في زمان غيبته
والامام إنما نصب لينتفع به الناس ويرجعون اليه في الاحكام
وينصف المظلوم من الظالم
والجواب انا لا نسلم عدم الفائدة في وجوده مع غيبته
قال الشيخ في تلخيص الشافي ينتفع به في حال غيبته جميع شيعته
والقائلين بامامته وينزجرون بمكانه وهيبته عن القبائح
فهو لطف لهم في حال الغيبة كما يكون لطفا في حال الظهور
وهم أيضا منتفعون به من وجه آخر لأنه يحفظ عليهم الشرع
وبمكانه يتيقنون بانه لم يكتم من الشرع ما لم يصل إليهم انتهى
وإلى ذلك يشير بعض علمائنا رضوان الله عليهم بقوله وجوده لطف
لهم في حال الغيبة كما يكون لطفا في حال الظهور وهم أيضا منتفعون به
من وجه آخر لأنه يحفظ عليهم الشرع وبمكانه يتيقنون بانه
لم يكتم من الشرع ما لم يصل إليهم انتهى وإلى ذلك يشير بعض
علمائنا رضوان الله عليهم بقوله وجوده لطف وتصرفه لطف آخر وغيبته
منا ومن أين لنا الجزم بانه لا يتصرف في مصالح العباد الدينية والدنيوية
من حيث لا يعرفونه وقد جاء في الأخبار أنه في حال غيبته كالشمس
يسترها السحاب أي فكما أن للشمس المستورة بالسحاب
منافع وفوائد في الكون فكذلك لصاحب الزمان
مع استتاره فوائد ومنافع في الكون وإن خفي علينا
بعضها أو جلها ولم نعلمها على
التفصيل نعم جميع الفوائد التي نصب لأجلها لا تكون حاصلة
وهذا لا يضر لأن السبب في ذلك هم العباد باخافتهم له
التي أوجبت استتارة بل لو فرض محالا عدم الفائدة في وجوده
حال استتاره لم يكن في ذلك قبح بعد أن كان سبب استتاره من خوف الظالمين .