النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

آليةُ الأخطاءِ المقصودة

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 267 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,342 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11972
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 3 يوم
    مقالات المدونة: 19

    آليةُ الأخطاءِ المقصودة


    اسماعيل ابراهيم عبد

    في تقصي الأثر لـ (كوابيس الرجل الآلي) مجموعة الشاعر د. أحمد ناهم , نستحضر بعضاً من مبادئ ومتجهات الانتاج العقلي (المعرفة , العلوم الصرفة , الفنون , الآداب , الانسانيات , اللغات , الالكترونيات), إذ هو يحاول التوصل الى فضاء يخص معرفته من جانبها الوجداني , الذهالي , الذهني , التقني) , انه يرى نفسه آلة تنتج كوابيساً لا حدودَ لها تتعادل فيها (الماديات والرؤى) بمقابل (المعارف الأدائية والذهنية) , يتوسل بطرائق التجربة والخطأ المقصود لإيفاء الطريقة حق الانتاج المطلق للحركة الأدواتية . التجربة اذاً تقارب بين الذكاء الطبيعي , والذكاء الصناعي , والذكاء اللساني , والسؤال المهم لنا نوجز بـ :
    كيف للتجربةِ ان تصلَ طريقَها الخاص كبصمة مميزة للشاعر د. احمد ناهم؟ . يقوم العقل الانساني بتركيب المعلومات وتصنيفها وتوجيه أغراضها على أساسين هما القياس والمقاربة , أما العقل الصناعي (الحاسوب , والميديا) فيقوم على أساس واحد هو المنوال الطباقي المتعدد الصفحات ـ بفهم د. الأزهر الزناد (مؤسس برامجيات الآداب ـ تونس) .
    بمعنى ان تعدد المناول يفترض وجود أنسجة متعددة للصفحات الالكترونية , كل نسيج يكون قاعدة لما بعده , وهو ما يسمى بالايقونة والملفات والفايلات والبرامج .
    القاعدتان (الصناعية والبيولوجية) للذكاء تحتكمان الى المعلومة السابقة , منها تستقي قيمة القياس , وهذا ما يساوي بين العقل البرامجي والعقل الانساني في تصنيف وفرز ومن ثم اعطاء نتائج , حكمها حكم القانون الرياضي .. مع هذا يبقى العقل البشري متفوقاً , وان قلد الاداء الآلي .
    لقد شرّع لنا الشاعر قانون الخطأ المقصود للخروج من الآلية للرجل الآلي , فضلاً عن ان تقنية الدمج بين الإهداء الفرعي والمتن الشعري تأخذ بالالتحام الوظيفي كلياً . وعودة الى السؤال عن البصمة الخاصة , نرى ان ذلك يتطلب الدخول الى عالم الشاعر عبر المسارب الآتية :
    أولاً : شعرية حركة الروبوت
    في هذا الشأن يستثمر الشاعر الحركة الأدائية لا التقنية لفعل الروبوت (العقل الصناعي), كونه هو الشاعر , فهو شخص آلي ومشاعره حسابية , لكن هل سيصلح الشاعر لهذا الدور؟
    [ الى ربوت ما!
    مرعبٌ مشهد الفجر
    من دون رفقةٍ
    تتوسدُ الرأسَ
    قنبلةُ أفكار
    كمقبرة الشياطين
    تتدحرج عظام ابليس
    بين الزهور البرية
    وانا ومظلتي الخرقاء
    نحتمي بها]( )
    ان آلية الحركة المجردة من المشاعر واللا غايات الاجتماعية هي طريقة الروبوت في التفكير والتسجيل والاستشعار, وتتجلى بنموذجين فقط هما /
    (الزهور البرية , والمظلة الخرقاء) .
    بينما التشكل الانساني فيصفو الى /
    ( رعب الفجر , وتوسد الرأس , وقنبلة الأفكار) .
    يُفترض بالرجل الآلي ان يكون بلا مشاعر ولا أغراض , وهذا يخالف المضمون ,لكن الشاعر أراد أن يصف الرِفقة (بين الآلات البشرية = القبعة والزهور) والآليات النفسية (المشاعر = الرعب) بأن وهبها للشيطان ..
    هنا يبزغ الفعل المشترك بين الرجل الآلي (صديق الروبوت) , والرجل المبدع لـ (شيطان المشاعر) , فالشيطان والانسان من مادة واحدة نصفها مادي (زهور وقبعة) , ونصفها الآخر غير مادي (رعب) , وما بينهما هو الحركة التي تكون /
    (عجولة , محمية , متسقة , منوالية) , وقد جعل الشاعر ابليس عظاماً وهي مقاربة مادية للحركة بين ذكاء الشيطان التقني وذكاء الانسان المحتمي بها..
    تلك الدائرة الفكرية المنتظمة غاية لا اجتماعية ولا فلسفية , انما هي محاولة لإرباك(فكرة المعنى) عبر (فكرة الالكترونات = عظام الشيطان).
    النتيجة هذه مقاربة فرضية لأساس (الحركة المجردة من المشاعر) , ويتضح ان الشاعر لم يخلص لآلية الرجولة انما شرّع حركة التذاكي بين حركة الآلة التقنية وحركة مشاعر الآلة البشرية .
    ثانياً : المقاربات الصامتة
    بين قيمية الشعر ونفعيته لمجموعة الشاعر (د. احمد ناهم) تبرز حالة جلاء الصمت نحو شعرية البيئة الصامتة التي تقارب فكرياً بين عناصر البيئة الصامتة والأدوات الرفيقة لها..
    لنتبين بعضاً من مناول ذلك الصمت الحيوي :
    [ الى هاتفي النقال
    بوساطة
    اشعة صفراء
    تهب الأرضَ السماءُ
    غيوماً محنطة
    تستطلع سطوح
    المنازل ..
    تفكر
    بإغراق الملابس
    في الحبال]( )
    ان عناصر البيئة تتمثل بالمسميات (الأرض , السماء , الغيوم , السطوح , المنازل , الملابس , الحبال) , وهي مسميات حميمية لساكني الأرض , بل انها لم تتعدَّ الفضاء المكاني للبيت , فالأرض والسماء هي حدود فضاء البيت , وهي محيط الغيوم (فوق البيت) , وسطوح المنازل (محيط البيت) , والملابس موجودات (هوية البيت) . بمعنى ان البيئة البيتية هي حدود لحركة الاشعة الصفراء , بينما الهاتف النقال (وهو هنا بديل الشاعر) لديه مهمة واحدة هي اغراق الملابس بالحبال , لكن الغرق سيأتي (آلياً) من الغيوم فوق البيت , بمعنى ان الغرق سيتضمن غرقا للحبال أيضا.
    يمكننا بعد هذا التوضيح (الموجز) ان نتجه صوب المرحلة الثانية وهي طبقة أو منوال الصمت, فـ /
    1ـ الصمتُ بطل غير منظور مساند للشاعر المُعَوَّضِ عنه بالهاتف النقال.
    2ـ الصمتُ يرافق حركةَ الأشعةَ الصفراءَ ليكون باطناً (ذرياً ـ ضوئياً) يغدو بيئة شاعرية شبكية تؤدي ما يشبه عمل الآلة المادي.
    3ـ الصمتُ يصير ضمن أدوات البيئة , وحاضنها معاً.
    4ـ الصمتُ الموازي للأشعة يجمع الصفات البشرية والصفات الأدواتية غير العاقلة بحركة عاقلة منتظمة هي الاستطلاع , التي لها مهمة خبرية .
    5ـ المهمة الخبرية ستجمع الصمت مع الفضاء بين الأرض والسماء , لتؤكد ان السطوح هي نعمة الوجود الوحيدة , التي تبيح (للنقال) ان ينقلَ الجمالَ الروحيَ من أوسع مداه (السماء) الى أضيق مداه (المنازل) , من ثم تكون القيمة الشعرية ذاتها قيمة جمالية للسمو العاطفي.
    6ـ يمكن القول بصحة المقاربة الوظيفية الآتية :
    (الصمت = الاشعة = الهاتف = المنزل = مشاعر الشاعر)
    وكلها لا صوت واضح لها!.
    7ـ تلك البيئة الصامتة عناصرها أدوات أساسية (النقال + الأشعة + الغيوم) , وأدوات ساندة (الوساطة , التحنيط , الاستطلاع , التفكر , الاغراق) .
    8ـ المقاربة الأخيرة ان الادوات الساندة أهم وأبلغ أثراً من الأدوات الأساسية في تأليف قيمة الشعر .
    9ـ المقاربة الأهم هي (ان المُظْهَر والمُبَطَّن) للفعل الشعري هو الصمت.
    ثالثاً : مهيمنات
    تهيمن على المجموعة الشعرية عدة مناول ثقافية . منها
    أ ـ السوريالية
    وقد تمثلت بعدد كبير من المقاطع الشعرية مثالها :
    [ماشياً
    مع الغيوم
    وهي تفضح
    أشعة الصباح
    قبل
    ارتداء معاطفها
    مسرعة
    في الذهاب
    لمقرها
    كل أوان .... ] ـ كوابيس الرجل الآلي , ص28.
    ب ـ التكعيبية
    وقد خصها بعدة قصائد بالتصريح والتلميح , تأخذ بالبعد الثالث المتوحش للتكعيبية , من بينها المقطع الآتي :
    [ لوحة تكعيبية
    مربع الضوء
    يتشظى
    لمثلثين توأمين
    الانعكاس في الزوايا
    واللون في الأضلاع
    دائرة بلون السماء
    تمضي مع قوس قزح] ـ كوابيس الرجل الآلي , ص17.
    ج ـ الخصوبة
    تأخذ قصائد الشاعر بمبدأ الخصوبة أو (الثراء) للقطة الشعرية من جانب التشكيل والصياغة والدلالة , وهي شائعة في جسد المجموعة الشعرية كلها , نسجل لها لمحة واحدة منها للتوضيح لا غير :
    [الآن
    في الجنوب .....
    فبراير :
    خلصني ؛
    من الوجوه ؛
    الملونة .
    في
    اختلاف
    المواسم والحروب] ـ كوابيس الرجل الآلي , ص44
    رابعا : تقنيات
    من بين التقنيات الأكثر طرافة
    أ ـ الخطأ المقصود
    انها اخطاء مقصودة , منها مثلاً :
    1ـ النقاط الافقية الفائضة , مثالها ص20 سطر 3 , ص30 سطر 1 , ص45 سطر 1 ,
    ص56 سطر 8 , ص59 سطر11 , ص62 سطر 4 , سطر9 عدة سطور , ص63 سطر7 ... الخ ...
    2 ـ النقاط العمودية المتراكبة (:) , وهي تخدم أغراضاً ليست لغوية , وقد وُضِعَتْ في غير أماكنها النحوية أو البلاغية , منها ما وضع ـ ربما ـ لغرض الايهام بان القول سيُشرح لاحقاً , ومنها وضع لغرض شرح التفاصيل , ومنها لغرض الاكمال , ومنها لغرض التخيير , وكلها لم تستند الى قاعدة نحوية او املائية او لغوية. مثالها الصفحات (40 ,41 ، 45 , 47 , 49, 60 , 90 ... الخ ..
    ب ـ تقنية الأرقام العشرية
    وهي تقوم على أساس اضافةِ صفرٍ قبل الأرقام لأجل القول ان الصفر أهم من الارقام كونه هو من بنى العالم الضوئي الافتراضي , مثالها , ص31 , ص62 , ص97.
    ج ـ تقنية تعدد مستويات الفراغ
    الفراغ ليس خلواً انما امتلاء متضخم لا يبين ـ هذا برؤية الشاعر احمد ناهم ـ , فالفراغ محمل باللا مرئي المضمر , الذي يمتحن قوة اصرار القارئ على ايجاد المعاني لما وراء المظاهر .. هو مرة كلمة , ومرة بياض , ومرة حرف غ .. مثال ذلك , الصفحات (18 , 21 , 29 , 39 , 92 , 100) .

  2. #2
    مدير المنتدى
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: جهنم
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 84,955 المواضيع: 10,518
    صوتيات: 15 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 87310
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Sin trabajo
    أكلتي المفضلة: pizza
    موبايلي: M12
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 18
    موضوع جميل ومقاطع رائعة شكرا جنة ..ربما سأعود لاحقا للاستمتاع بالموضوع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال