مشكورة هيفين
يسلموو
اعتقد جازماً ان الشاعر والرادود لم يوفقان في هذه القصيدة على الاقل في النص الفصيح منها اذ يقول :
اهذا اجلي .. اغثني يا علي
فمن الثابت في النصوص الواردة عن المعصومين ودونكم رواية وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحديث الرابع من الجزء الاول لكتاب الكافي للكليني الصفحة 702 وما بعدها حيث جاء فيها :
عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عليهما السلام ) ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ ( عليه السلام ) : أَلَيْسَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) كَاتِبَ الْوَصِيَّةِ ، وَرَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الْمُمْلِي عَلَيْهِ ، وَجَبْرَئِيلُ وَالْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ( عليهم السلام ) شُهُودٌ ؟
قَالَ ( عليه السلام ) : فَأَطْرَقَ طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ ( عليه السلام ) : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، قَدْ كَانَ مَا قُلْتَ ، وَلكِنْ حِينَ نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الْأَمْرُ نَزَلَتِ الْوَصِيَّةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ كِتَاباً مُسَجَّلاً ، نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ مَعَ أُمَنَاءِ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، مُرْ بِإِخْرَاجِ مَنْ عِنْدَكَ إِلاَّ وَصِيَّكَ ؛ لِيَقْبِضَهَا مِنَّا ، وَتُشْهِدَنَا بِدَفْعِكَ إِيَّاهَا إِلَيْهِ ، ضَامِناً لَهَا ـ يَعْنِي عَلِيّاً ( عليه السلام ) ـ فَأَمَرَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بِإِخْرَاجِ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ مَا خَلَا عَلِيّاً ، وَفَاطِمَةُ فِيمَا بَيْنَ السِّتْرِ وَالْبَابِ .
فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : هذَا كِتَابُ مَا كُنْتُ عَهِدْتُ إِلَيْكَ ، وَشَرَطْتُ عَلَيْكَ ، وَشَهِدْتُ بِهِ عَلَيْكَ ، وَأَشْهَدْتُ بِهِ عَلَيْكَ مَلَائِكَتِي ، وَكَفى بِي يَا مُحَمَّدُ شَهِيداً .
قَالَ : فَارْتَعَدَتْ مَفَاصِلُ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ ، رَبِّي هُوَ السَّلَامُ ، وَمِنْهُ السَّلَامُ ، وَإِلَيْهِ يَعُودُ السَّلَامُ ، صَدَقَ ( عَزَّ وَجَلَّ ) وَبَرَّ ، هَاتِ الْكِتَابَ ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ ، وَأَمَرَهُ بِدَفْعِهِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) ، فَقَالَ لَهُ : اقْرَأْهُ ، فَقَرَأَهُ حَرْفاً حَرْفاً ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، هذَا عَهْدُ رَبِّي ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلَيَّ ، وَشَرْطُهُ عَلَيَّ وَأَمَانَتُهُ ، وَقَدْ بَلَّغْتُ وَنَصَحْتُ وَأَدَّيْتُ .
فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) : وَأَنَا أَشْهَدُ لَكَ ـ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ ـ بِالْبَلَاغِ وَالنَّصِيحَةِ وَالتَّصْدِيقِ عَلى مَا قُلْتَ ، وَيَشْهَدُ لَكَ بِهِ سَمْعِي وَبَصَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) : وَأَنَا لَكُمَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ .
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يَا عَلِيُّ ، أَخَذْتَ وَصِيَّتِي وَعَرَفْتَهَا وَضَمِنْتَ لِلّهِ وَلِيَ الْوَفَاءَ بِمَا فِيهَا ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) : نَعَمْ ـ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ـ عَلَيَّ ضَمَانُهَا ، وَعَلَى اللهِ عَوْنِي وَتَوْفِيقِي عَلى أَدَائِهَا .
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يَا عَلِيُّ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُشْهِدَ عَلَيْكَ بِمُوَافَاتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السلام ) : نَعَمْ أَشْهِدْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إِنَّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْآنَ ، وَهُمَا حَاضِرَانِ ، مَعَهُمَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ لِأُشْهِدَهُمْ عَلَيْكَ ، فَقَالَ ( عليه السلام ) : نَعَمْ ، لِيَشْهَدُوا ، وَأَنَا ـ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ـ أُشْهِدُهُمْ ، فَأَشْهَدَهُمْ رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وَكَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بِأَمْرِ جَبْرَئِيلَ فِيمَا أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ قَالَ لَهُ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يَا عَلِيُّ ، تَفِي بِمَا فِيهَا ؛ مِنْ مُوَالَاةِ مَنْ وَالَى اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَالْبَرَاءَةِ وَالْعَدَاوَةِ لِمَنْ عَادَى اللهَ وَرَسُولَهُ ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ عَلَى الصَّبْرِ مِنْكَ ، وَ عَلى كَظْمِ الْغَيْظِ ، وَعَلى ذَهَابِ حَقِّكَ وَغَصْبِ خُمُسِكَ وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِكَ؟
فَقَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللهِ .
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَدْ سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ ( عليه السلام ) يَقُولُ لِلنَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يَا مُحَمَّدُ ، عَرِّفْهُ أَنَّهُ يُنْتَهَكُ الْحُرْمَةُ ، وَهِيَ حُرْمَةُ اللهِ وَحُرْمَةُ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وَعَلى أَنْ تُخْضَبَ لِحْيَتُهُ مِنْ رَأْسِهِ بِدَمٍ عَبِيطٍ .
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) : فَصَعِقْتُ حِينَ فَهِمْتُ الْكَلِمَةَ مِنَ الْأَمِينِ جَبْرَئِيلَ حَتّى سَقَطْتُ عَلى وَجْهِي ، وَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَبِلْتُ وَرَضِيتُ وَإِنِ انْتَهَكَتِ الْحُرْمَةُ ، وَعُطِّلَتِ السُّنَنُ ، وَمُزِّقَ الْكِتَابُ ، وَهُدِّمَتِ الْكَعْبَةُ ، وَخُضِبَتْ لِحْيَتِي مِنْ رَأْسِي بِدَمٍ عَبِيطٍ صَابِراً مُحْتَسِباً أَبَداً حَتّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ .
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ ( صلىالله عليه وآله وسلم ) فَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ، وَأَعْلَمَهُمْ مِثْلَ مَا أَعْلَمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِ ، فَخُتِمَتِ الْوَصِيَّةُ بِخَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ ، وَدُفِعَتْ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام .
فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ ( عليه السلام ) : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَلَا تَذْكُرُ مَا كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ؟
فَقَالَ ( عليه السلام ) : سُنَنُ اللهِ وَسُنَنُ رَسُولِهِ .
فَقُلْتُ : أَكَانَ فِي الْوَصِيَّةِ تَوَثُّبُهُمْ وَخِلَافُهُمْ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) ؟
فَقَالَ ( عليه السلام ) : نَعَمْ وَاللهِ ، شَيْئاً شَيْئاً ، وَحَرْفاً حَرْفاً ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ ( عَزَّ وَجَلَّ ) : ( إِنّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) [١] وَاللهِ ، لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) وَفَاطِمَةَ ( عليها السلام ) : أَلَيْسَ قَدْ فَهِمْتُمَا مَا تَقَدَّمْتُ بِهِ إِلَيْكُمَا وَقَبِلْتُمَاهُ ؟
فَقَالَا ( عليهما السلام ) : بَلى ، وَصَبَرْنَا عَلى مَا سَاءَنَا وَغَاظَنَا )
( الکافي للكليني ج :1 ص 702 - 707 )
فهل من الالتزام بالوصية ان تستغيث فاطمة ( عليها السلام ) بعلي ( عليه السلام ) فإن استغاثت ( عليها السلام ) فقد خرجت عن الوصية وان اغاثها ( عليه السلام ) فقد خرج عن نص الوصية وان لم يغثها ( عليه السلام ) عند استغاثتها فذلك ليس من المروءة ولا الحمية فحاشاهما ( عليهما السلام ) من الخروج عن نص وصية الله ( عز وجل ) ووصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحاشا امير المؤمنين ( عليه السلام ) عن نقص في المروءة والحمية بل كاتب القصيدة وقارئها هو اولى بالخروج عن نص الوصية وعن نقص المروءة والحمية .