انـا والرمـاد
كنا نتجول انا ورماد في طريق الاصلاح باقدام متسخة من احتراق الاطارات
كان كل شيء محترق الا مشاعر الثورة كانت تلتهب يوما بعد يوم
لم يسمحوا ان يغلقوا افواههم بكلتا اليدين ويغضوا البصر عن 16 عام في هباء السنين كان جيل يافع قبل اوانه
والا كيف لـ صاحب 16 عاما ان يكون ببلاغة الجاحظ في فهم الامور وتراكمات التبعية كيف له ان يحسس مشاعر النهضة دون ان يرف له جفن ... من الخوف
حتى عثرت بصخرة
- "انتبه"
الطريق مكتظ بالقطوعات هل هذه حقيقة!
اعرب رماد عن قلقه:
- "اذ ماذا تقترح"
- "لا يوجد اقتراح يوجد طريق يجب ان تصل لنهايته "
ابتسم رماد واضع يده على كتفي ورحنا نكمل المسير واذا انهال الرصاص بوابل يشبه طير الابابيل
- "يا الله انبطح" اخذ رماد كفه اليمنى مغلقا عيني لا تنظر
سبق ان كنا بطريق ومررنا بصعوبة في تقبل الامر ... يا رباه اشبه بالاحتلال عن كثب !
او اننا حقا خارجون عن القانون ؟
احس رماد بمدى صوت نبضي ملقا كتفه فوق كتفي ومحتضن وجهي من اليمين
اهل يعقل اننا ابناء الدولة الاسلامية ويجب التخلص منا كـ جرثومة !
هل يعقل اننا بمسافة خرسانه عن الموت .. ربما تحتمي بصخرة اليوم لكن غدا سيقتلك كاتم الصوت !
اننا نموت مع كل روح ملائكية تسقط وهي مدافعة عن حقها ... فما حاجتنا للروح ولا راحة لنا !!!
فـ الله تكفل باسعادنا اذ تكلمنا الم تسمعوا ان الحقيقة هي الجهاد الذي يحبه الله !
تحت ركام وغبار بعض المحال المهدمة طرق احدهم على قطة حديد (چينكو)
وصوت اخر معربا عن سعادته:
- "كوموا شردناهم"
- "تبا رماد اضعت فرصة الاستمتاع بالركض"
- "اضعتها انت عندما جمعت بين الشجاعة في مواجهة الفساد وخوفك من صوت الرصاصة " ؟
قلت يا رماد :
- "الرصاصة التي تقتلك لا تسمع صوتها" فلم اخاف الموت ونحن شبه ميتون ؟
- "وانا اعيش هوس الابتدائية عندما اصابني صوت الصاروخ بالذعر .. من تلك اللحظة وصرت اخشى اصوات الرصاص"
رد رمـاد - "هكذا ببساطة" ... ابتسم وقال : "جميعنا كنا ضحايا يا ابراهيم ولا زلنا"
24/1