استشعار تدفق الدم.. اكتشاف وظيفة جديدة لخلايا دماغية
اكتشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الآلية التي تسمح للدماغ بمراقبة إمدادات الدم الخاصة به، وهو اكتشاف أجري على فئران تجارب قد يساعد في العثور على علاجات جديدة للحالات البشرية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والخرف.
ولعقود من الزمن، كان العلماء يشتبهون في أن لدى الدماغ طريقة لمراقبة وتنظيم تدفق الدم الخاص به بشكل منفصل عن نظام التحكم في ضغط الدم على نطاق الجسم، لكن حتى الآن لم يثبت ذلك.
ويحتاج الدماغ إلى المزيد من الدم أكثر من أي عضو آخر لتلبية الطلب العصبي على الأكسجين الذي لا هوادة فيه، لذلك فمن المنطقي أن يكون لديه وسيلة خاصة به لمراقبة تدفق الدم.
وتعد اضطرابات تدفق الدم في الدماغ أحد الأسباب المعروفة في العديد من الأمراض، على سبيل المثال، فإن الانخفاض المستمر في تدفق الدم في الدماغ هو السبب المحتمل للانخفاض المعرفي والخرف وأمراض التنكس العصبي مثل مرض ألزهايمر.
وفي دراسة نشرت في 9 يناير/كانون الثاني الجاري في مجلة نيتشر كومينيكيشن، وجد باحثون من جامعات أوكلاند بنيوزيلندا وبريستول وكلية لندن ببريطانيا وكاليفورنيا بأمريكا، وظيفة جديدة لخلايا الدبقية الدماغية ذات الشكل النجمي، والمعروفة باسم الخلايا النجمية، حيث تعمل هذه الخلايا كمستشعرات خاصة بتدفق الدم في المخ، وتعمل على حماية الدماغ من أي تخفيضات ضارة محتملة في إمدادات الدم.
وفي الدراسة المعملية التي أجريت على الفئران، وجد الباحثون أن النقص في تدفق الدم في الدماغ تسبب في إطلاق الخلايا النجمية لإشارة كيميائية، حفزت الخلايا العصبية المتخصصة على زيادة ضغط الدم واستعادة الحفاظ على تدفق الدم وإمداد الأكسجين إلى الدماغ.
وقال البروفيسور ألكساندر جورين من قسم علوم الأحياء في جامعة كاليفورنيا الذي قاد الدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كلية لندن، الثلاثاء: "نحن متحمسون جدا لهذه الملاحظة، لم يكن هناك وصف رسمي لتدفق الدم أو مستشعر ضغط الدم داخل الدماغ من قبل".
وتابع: "تحدد بياناتنا الجديدة الخلايا النجمية كأجهزة استشعار لتدفق الدم في المخ التي تعد ذات أهمية حاسمة في تحديد مستوى ضغط الدم (الشرياني) النظامي، وبذلك تضمن أن الدماغ يتلقى كمية كافية من الأكسجين والمواد المغذية لدعم التشغيل المتواصل".