في القطيف.. «سروال المحجل» يقاوم الانقراض ويتمسك بزينة كبيرات السن
بواسطة : تُقى آل سنبل - القطيف اليوم - القطيف اليوم
23 يناير، 2020
جمالية زخارفه المطرزة و”كشخته” المتعارف عليها آنذاك لم تسمح لكبيرات السن بالتخلي عنه وتركه كأي قطعه قديمة أو بالية لا يستخدمها أحد الآن، رغم غزو سراويل الموضة بتعدد أشكالها للأسواق!
المحجل
سروال عريض من الأعلى ويضيق كلما نزل ناحية الكعب، ويختم طرفاه السفليان بقيطان سميكة تحاك بخيوط سوداء بها دوائر بيضاء وزخارف مطرزة عرضها 10 سم تقريبًا.
والسراويل “المحجلة” هي صناعة محلية تحاك على قماش يعرف باسم “السامتي”، وله أنواع متعددة تصنف حسب نوع الخياطة التي تعلو هذه القيطان، وعبره تطرز المرأة واحتها بخيوط ملونة، وتصف ما تحويه أرضها من خلال نقوش تطريزاتها، حيث تكون النقشات عبارة عن غصون وورود، أشجار ونخيل، وكل ما ينعكس من طبيعتها الخضراء.
وتستخدم غالبًا في ألوان خيوط التطريز اللون البرتقالي والأزرق والأخضر، ويتخلل هذه الخيوط أحيانًا خيوط بيضاء قليلة.
وللنقوش المستعملة أسماء منها السفة، ومن أنواع السفة؛ الزري المذهب، والمسجر “المشجر”، والفرارة، وأبو البيدانة، وهو من صنف الزري والخيوط الملونة، وعند التقاء الساقين به تضاف له قطعة قماشية على شكل معين تعرف بالسمكة، إضافة إلى نقشة قبقب أبو سرايع، وريول لحمار، ونقشة فخ، وعكرف لوي الذي هو تشكيل هندسي، والهلال والنجمة، والنغدة أو النقدة وهي النقوش بالخيوط ذات اللون الذهبي والفضي، المختلفة عن خيوط التطريز العادية ولها إبرة خاصة، وسميت بذلك لأن غرزتها تشبه نقدة الدجاجة كما يعتقد البعض، ولغرز هذا الخيط مسميات منها أبو سبع، والسمبوسة، والمرش، وغيرها، ولكل منها غرزة خاصة استلهمتها خياطات الخمسينات من وحي الطبيعة وأتقنتها.
ويخاط بنفس الطريقة أشياء أخرى منها؛ “القحافي” النسائية ذات دنادين الذهب، و”قحافي” الأطفال، بالإضافة إلى البقشة، وهي الأكياس المزخرفة بنفس أنواع السراويل، وتستعمل لحفظ القرآن وغيره من الكتب.
غزو السراويل
يذكر الباحث في التراث والمؤرخ عبد الرسول الغريافي أنه في بداية الخمسينات على نحو التقريب، ظهرت السراويل المقلمة، وهي الأسهل صناعة، إذ أن القماش يشترى جاهزًا، وقد طبعت عليه خطوط عمودية، إما حمراء أو زرقاء، وأحيانًا بنية، بحيث يكون به خطان أحدهما أبيض والآخر أحمر أو أزرق أو بني، وهو سهل الصناعة.
ويضيف “الغريافي”: “وبعده جاء ما يعرف بخياط المدرسة، وهو خياط الطارة، وهو قماش أبيض من خام البريسم يرسم عليه بالرصاص ورود وأشكال أخرى، تعبأ بعدها بخيوط زاهية الألوان وتختم أطرافه بكشكشة تعرف بالأوية، وهي سراويل فضفاضة جدًا”.
ويوضح أنه “في بداية السبعينات غزت سراويل الموضة الأسواق، والتي منها؛ المطاط، والمطاط أبو خيط، وسروال أبو الشباح، ومن ثم الشارلي والشارلستون وغيرها من سراويل الموضة الجاهزة التي قضت على كل من السروال المقلم وسروال المدرسة، فيما بقي سروال المحجل والمسجر القديم مقاومًا للانقراض واستمر حتى أيامنا هذه يلبس وإن كان بقلة، وذلك من قبل النساء المسنات، ولعله رجع في يوم ما باسم التراث الشعبي كموضة من الماضي”.
زينة العروس
تأبى أناقة السيدات إلا أن تميز العروس بزي خاص لها، وسروال المحجل من أبرز الملابس التي كانت تُضم في تجهيزات زفاف العروس قديمًا، ويأخذ وقت خياطته وتطريزه حوالي ثلاثة أيام.