إنَّ الكِرامَ وإن ضَاقَت مَعِيشَتُهُم
دَامَت فَضِيلتُهُم والأصلُ غلَّابُ
لِلهِ دَرُّ أُنَاسٍ أينَما ذُكِرُوا
تَطِيبُ سِيرَتُهُم حتَّى وإن غَابُوا
إن حَدَّثُوا أحداً فالصِّدقُ مَنطقُهُم
أو عامَلوهُ فَلا يَشقَى ويَرتابُ
أو عاهَدوا عَهداً كانَ الوفاءُ بهِ
حَقٌ وهُم دَوماً لِلحَقِّ أَربَابُ
وَوُعُودُهُم شَرَفٌ وكَأنَّ كَلِمَتَهُم
عَقدٌ ومِيثاقٌ صاغتهُ كُتَّابُ
لا يَعرِفونَ الشَرَّ مِقدَارَ أُنمُلَةً
هُم دائماً أبداً لِلخَيرِ أَسبابُ
وإلى السَّمَاءِ تَراهُم رَافعينَ يداً
و سِهَامُ دَعوَتِهِم يُفتَح لَهَا البابُ
في قَلبِ مَن يَلقَوهُ تُلقَى مَحَبَّتُهُم
وهُم لِكُلِّ الخَلقِ صَحبٌ وَأَحبَابُ
أولئِكَ الأخيارُ قَد طابَ مَنزِلُهُم
مِيراثُهُم بِرٌّ خُلُقٌ وآدابُ
إِذا تَعاجَبَ يَوماً كُلُّ ذِي تَرَفٍ
وكانَ فَخَرُ القَومِ مَالٌ وأنسابُ
فَهُم أكابرُ قَومِي قَدراً ومَنزِلةً
لَهُم بِوَهبَةِ رَبِّي فِي الأرضِ تِرحَابُ
و إذ يَمِيلُ النَّاسُ للفَوزِ بِالدُّنيَا
فَهُم لِفَوزٍ بِالفِردَوسِ طُلَّابُ
أَنعِم بِرَهطٍ هُم كَالدُّرِّ كَوكَبَةٌ
مِنَّا يَحِقُّ لَهُم فَخرٌ وَإِعجَابٌ
م