فرصة جديدة للأفغاني الكفيف الذي سرقت الحرب حياته
المصدر: إعداد: نهى حوّا
سرقت حرب أفغانستان الكثير من حياة الشاعر الشاب، زاهر أحمد زنداني، سرقت عيناه ووالده وأخته وحبه الأول، لكنه لديه الآن فرصة صنع بداية جديدة، وأن يسعد بزواجه من إمراة سعت والدته جاهدة من أجل العثور عليها.
في ليلة الزفاف، لم تسع الفرحة قلب والدته، واسمها بيبي صديقة، يفيد مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، مجيب مشعل، الذي يصف الوالدة بمرساة تلك الأسرة التي كان يجري تدميرها عند كل منعطف
ليلة الزفاف، أخذت الوالدة ابنها مع مجموعة من النساء إلى عروسه من أجل حفلة حناء تقليدية، حيث قام الثنائي برسم أقمار صغيرة على باطن أياديهما، وفي المساء التالي، كانت في مقدمة السيارات التي جلبت العروس إلى منزلها، وقد وصفت زواج ابنها كأول سعادة حقيقية تشعر بها في حياتها.
كانت قد فقدت صديقة زوجها بضربة جوية أميركية على حي "جيريشك" في ولاية الهلمند. كان عمرها آنذاك 26 عاماً عندما ترملت وتحت جناحها ثلاث بنات وولدين، بمن في ذلك زاهر الذي كان في السابعة. غيرت مسكنها وانتقلت الى تشامان في المنطقة الحدودية مع باكستان، كانت تطبخ وتنظف المنازل لإطعام أطفالها. وقد عمل ولداها متدربين ميكانيكيين في أفغانستان. في وقتها كان زاهر واقعاً في حب صديقة الطفولة، يتبادلان الهدايا والمواعيد. ثم وقعت مأساة أخرى. بعمر الـ17 كان زاهر مسافراً مع أخته الصغرى لزيارة أنسابه في مقاطعة هيرات الغربية، عندما اصطدمت حافلتهما بقنبلة متفجرة على جانب الطريق. احترقت أخته وانطفئت عيني زاهر.
ركضت صديقة به من مستشفى إلى مستشفى في كابول وفي مدينة كراتشي، وفي الهند بعد سنوات من إدخارها المال الكافي. قالوا لها: "أطراف عصب العين قد انطفأت".
انتقلت على الأثر إلى مدينة قندهار، حيث كانت تعطي قطرات لقاح شلل الأطفال على مدى سنوات، تأخذ صفوفاً وتستأنف تعليمها الذي توقف عندما كانت في الصف الثالث في الليل.
الآن، تعمل بوظيفة معلمة محو أمية، تسافر إلى القرى نهاراً، وتكمل تعليمها في الليل. وقبل زفاف زاهر، كانت قد أنهت امتحانات الصف الحادي عشر.
لم تفقد الأمل في إصلاح عيني ابنها، باعت مجوهراتها واستدانت الأموال وسافرت الى كابول لتدفع مقابل عملية تبين أنها عملية احتيال.
بالنسبة إلى زنداني، كانت رغبته في الزواج الألم الذي سببه رفض عائلة حبيبته من الطفولة زواجه منها، لأنه كفيف. أراد أن يثبت بأن العمى ليس نهاية المطاف، لكن اقناع أي من الأسر بتزويج بناتها لرجل مكفوف كان صعباً، وقد دقت والدته 18 باباً قبل أن تجد له عروساً.
خلال عملها في اللقاح، التقت بسيما، إمراة في أوائل العشرين من عمرها، تعلم القرآن للأطفال في منزلها. بعد عام وعشرات الزيارات وافق أهل الفتاة على تزويجها بزنداني، وفي لقاء أخير، زارت والدة الفتاة واختها منزل زنداني "للتأكد من أنه سيكون لطيفاً مع ابنتهم، ويحترم حقوقها ولا يسيء اليها"، فأجابهما زنداني الذي يملك أراض كثيرة في قرية "جيريشك" حيث تسيطر طالبان: "سأعاملها كما لو أنها تاج راسي".