تلتقي والدها بعد فصلهما 61 عاماً
المصدر: إعداد: فاتن صبح
لم يمضِ في حياة روزيتا هاروم لحظة أهم من تلك التي التقت فيها والدها بعد 61 عاماً، فصلتهما فيها السلطات الماليزية، جراء إصابة والديها بالجذام وإجراءات العزل الصحي في ذلك الوقت. هاروم التي ولدت لعائلة صينية إثنية، تبناها زوجان مسلمان، سارعت بعد أن توفيا إلى الانطلاق في مسيرة بحث عن والديها البيولوجيين، اكتشفت خلالها أن كليهما أصيبا بالجذام، فعملت السلطات الماليزية على إثره إلى الحجر عليهما.
بعد مرور عامين، تمكنت هاروم، وبمساعدة إحدى جمعيات الدعم الخيرية، من العثور على والدها الحقيقي، البالغ 95 عاماً من العمر، إلا أنه لم تمضِ فترة طويلة حتى توفي. وتعتبر هاروم واحدة من الحالات الاستثنائية، حيث عدد من المصابين بالجذام من حول العالم، لم تكن لديهم تجارب إيجابية بهذا القدر، في ما يتعلق بالعثور على الوالدين.
وطال نظام الحجر في ماليزيا وعدد من البلدان لعقود طوال، حتى بعد أن تم اكتشاف عقار له في الأربعينيات، والاكتشاف بأنه أقل انتشاراً بالعدوى مما كان يعتقد. ولم تتوقف ماليزيا عن فرض الحجر الصحي على المصابين حتى عام 1969. وقد تم فصل العديد من الأطفال عن ذويهم المجذومين، سرعان ما ولدوا، حيث كبروا في المياتم أو تم تبنّيهم.
وفي اليابان، حيث فرض قانون التعويض على عائلات أفرادها مصابون بالجذام في نوفمبر الماضي، اجتمع في إحدى الندوات عدد من الأشخاص من خمس دول في العالم، للتحدث عن تجاربهم مع التمييز، على أمل أن تزال الوصمة التي تلازمهم.