هل من توبة
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : إذا تاب العبد توبةً نصوحاً ، أحبّه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة ، فقلت : كيف يستر عليه ؟.. قال : يُنسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ويُوحي إلى جوارحه : اكتمي عليه ذنوبه ، ويُوحي إلى بقاع الأرض : اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب ، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيءٌ يشهد عليه بشيء من الذنوب... جواهر البحار
كم من ساعات العمر تجري وتمر كما يمر السحاب ، وكم نحن في امس الحاجة الى لحظة نعيش فيها بتأمل مع النفس ، نجلس في شجاعة ونخاطب جوارحنا وجوانحنا على مافرطناه في جنب الله
كم هي الساعات التي عشناها ونحن بعيدين عن الله ..
وكم هي الساعات ونحن نقضيها في امور لاتغني ولاتسمن من جوع
اين الكثير منا من التوبة ،و اين الكثير منا من باب الرحمة ..
هل تساءلنا يوماً عن كل مافاتنا من العمر فيمن قضيناه ، وهل حاسبنا انفسنا يوماً في ما فعلناه في كل لك السنوات ،
حينما مرت علي هذه الكلمات العطرة التي انطلقت من اصدق فاه ، جرت مدامعي على خدي فيما فرطت في على نفسي ، بكيت على سنين قضيتها وانا اعيش سجين الخطايا وعبداً للذنوب ، لم التفت يوماً الى ما مر من شبابي ، ولم اعتبر من كل ماجرى على من حولي ، وجوه قد فارقتني ، واخرى قد فارقتها ، جميعها انتقلت الى تلك الحياة التي نجهلها ، الى مصيرها الحتمي ، الى ذلك الخلود ..
اغلب الناس هم على شاكلتي ، كما وصفهم امير المؤمنين ع في ما مضمونه "( الناس نيام اذا ماتوا انتبهوا) ...
او كما قال في وصف هذه الدنيا وكيف نعيش نحن الغافلين فيها ( الدنيا كركب والناس فيه نيام) ...
انني أسأل نفسي الان وأسال من هم على شاكلتي ، الم يأن الوقت كي نستيقظ من نومة الغافلين ، الم يأن الوقت كي نقوم وندير دفت العمر الى الطريق القويم ...
دموع الحسرة لا تنفع ان لم تسقي الهمة لتنبت بذور العمل ، فما فائدةة الدموع وهي تسقط على ارض جرز لاامل فيها!!
علينا ايها الاخوة في طريق الغفلة من النهوض من نومتنا ، نثوب الى بارئنا ، نستغفره ، نرجوه ، نتوسل اليه بأحب الخلق الى نفسه (محمد واله الطاهرين عليهم افضل الصلاة والسلام) ندعوه لان يفك رقابنا من النار ، وان يرزقنا حسن العاقبة ، ويدفع عنا ميتة السوء ، فانه قريب مجيب
ايها الاخوان في درب الغفلة والنسيان : ان الباب مفتوح ، والرحمة واسعة ، والعطاء كثير ، والموائد معده ، والمناهل مترعة ، والرب رحيم ، فدعونا نعجل الى ربنا ، نضج اليه نسأله الرحمة وقبول التوبة
فالعجل العجل اخوتي ، البدار البدار ، الى باب التوبة فالعمر غير مضمون ، فرب حياً اليوم ميت غداً، ورب صحيح اليوم وسقيم دهراً ..
اليوم اليوم ، الساعة الساعة ، ايها الاخوة