توقعت مؤسسة جارتنر للأبحاث أن يرتفع إجمالي الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات إلى قرابة 3.9 تريليون دولار خلال العام 2020، بزيادة تقدر بحوالي 3.4% عن العام 2019، حسب ما أوردته الشركة في أحدث نشراتها من توقعات الأسواق، ومن المنتظر أن يتخطى هذا الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات حاجز 4 تريليون دولار في العام القادم.
وقال جون ديفيد لوفلوك، نائب الرئيس لدى جارتنر:” على الرغم من المخاوف السياسية التي دفعت الاقتصاد العالمي إلى الاقتراب من حالة الركود، إلا أن الأمر لم يحدث في العام 2019، ولا تبدو الحال كذلك بالنظر إلى السيناريوهات المتوقعة خلال 2020 أو فيما بعدها، فمع تراجع المخاوف العالمية، تبدي الشركات استعدادا أكبر لمضاعفة استثماراتها في تقنية المعلومات، سيما مع التوقعات بارتفاع العائدات، مع أن أنماط هذا الإنفاق تتغير باستمرار”.
من المرجح أن تشهد أسواق البرمجيات أعلى معدلات النمو هذا العام، إذ يتوقع أن تحقق معدل نمو عشري يصل إلى حوالي 10.5%، وأضاف لوفلوك:” تأثرت جميع قطاعات الأسواق تقريبا بما في ذلك برمجيات المشاريع التجارية بالإقبال المتزايد على منتجات البرمجيات كخدمة، ونتوقع استمرار نمو الإنفاق على صور أخرى من البرمجيات غير السحابية، وإن كان بوتيرة أبطأ، وستستحوذ منتجات البرمجيات كخدمة على نصيب الأسد من هذا الإنفاق، على الرغم من تواصل شراء البرمجيات المرخصة وانتشار استخدامها حتى العام 2023″.
تشير التوقعات إلى أن إنفاق قطاع المشاريع التجارية على عروض خدمات تقنية المعلومات التي تعتمد حوسبة السحاب سيشهد نموا أسرع من معدل نمو الإنفاق على عروض الخدمات التقنية التقليدية “غير السحابية” حتى العام 2022، وتبدو المؤسسات التي تخصص نسبة كبيرة من إنفاقها التقني لاعتماد خدمات حوسبة السحاب مؤشرا على الجيل القادم من التحديات التي من شأنها أن تغير منهجيات العمل المتبعة.
وأضاف ديفيد:” خلال الربع الماضي من العام، كنا على موعد مع تحديات مركبة، حيث وجدت الشركات نفسها أمام معضلة جمعت بين الحاجة إلى خفض التكاليف وبين ضرورة الاستثمار من أجل التنمية في الآن ذاته، وتعتبر بيئات العمل السحابية مثالا يمكن من خلاله تجاوز هكذا عقبات، إذ يمكن للمؤسسات أن تجني عائدات أفضل من استثماراتها في الحوسبة السحابية التي يمكنها من خفض التكاليف، وتعزيز المرونة والابتكار، مع توفير حماية أفضل، ويبدو أن توجه الاستثمار هذا سيبقى سائدا لفترة ليست بالوجيزة”.

تسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي بتراجع الإنفاق العالمي على منتجات تقنية المعلومات من أجهزة ومعدات مراكز بيانات في الدول المتأثرة بفعل ذلك.
وقال لوفلوك: “على سبيل المثال، من المتوقع تراجع حجم الإنفاق على الهاتف الجوال في اليابان خلال العام الجاري بسبب ارتفاع متوسط أسعار البيع المحلية نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي، كما يتوقع أن يشهد إنفاق أسواق المملكة المتحدة على أجهزة الكمبيوتر الشخصي، والطابعات، وأنظمة الخادم، وكذلك أنظمة التخزين الخارجية تراجعا يصل إلى 3% أيضا”.