تقول لي الفكرة:
إما أنت و إما أنا..
لا يمكنني أن أظل هنا وأنت تشاركني المكان
انسَ ذاتك تماما
عش أنا بكل تفاصيلي
و ليس كأنك أنا
أو ستموت الآن
لا مكان في هذا المكان لسواي،
الدهر لي وحدي لا شريك لي،
بل أنا الدهر،
أنا الحياة،
اخرج من ذاتك،
تتطهر من أهوائك،
اخلص لي وإن كنتُ كافرة بك،
صلِ لوجهي الكريم،
و صم لمرضاتي،
و إن فكرت بالحجِ فلا تفكر إلا بالطوافِ حولي أعوامك كلها
هكذا تحدثني الفكرةُ
هكذا تأخذ نومي
و هكذا تتنرجس بكل قواها لتجرحني و تعزلني عن الحياة،
مكلفةٌ جدا هي صداقتها
و مخيفةٌ جدا هي الحياة معها
فلا يمكنك أن تشتم منها و لو قليلا من حرفٍ من غير أن تُلام و تعاقب
واحتمال مؤكد من غير أن تدخل السجن..
زنداني التهامي