فتّح محل الصياغة ومن صارت العصر طلّعنه الكراسي مثل ذيج الايام، بديت اسأله شلون صار هذا الشي وهل فعلاً مات وكام وشنو اللي شافه وهو بعالم الارواح؟
كال: اتخربطت بالليل وكلبي كام يدك بسرعة ،ودّوني ابني جمال وزوجتي للمستشفى، فحصني الدكتور وكال نقلوه بسرعة للعناية المركّزة لان حالته خطرة، وفعلاَ دخلوني بالعناية المركّزه والتمّوا الاطباء والممرضات عليّه ، وبعد شويّه بدت عيوني تغوّش وشفت نفسي ارتفع من السدية بس شفت جسمي بعده هناك متمدد والاطباء يحاولون بكل جهدهم ويّاه، بس آني جنت حيل مرتاح واحس وكأنه تحرّرت من شي ثكيل، بعد مده ما اعرف شكد اختفت صورة المستشفى وشفت نفسي دا ارتفع ليفوك بفد ممر من نور ، وكلما اصعد مسافة اشوف واحد من اهلي لو من اقاربي اللي ماتوا كبل سنين، ولما اسألهم ليش واكفين هنا يكولون ارواحنه مرتبطه بارواح ناس بعدهم عايشين ولمن يموتون تجي ارواحهم ونصعد سوه.
يكول بقيت اصعد واصعد وبيني وبين نفسي اكول ماطولني اصعد وما اوكف بمكان يعني روحي ما مرتبطه بأي شخص عايش، الحمد لله، بنهاية الممر قابلني شخص شفّاف يعني اكدر اشوف من خلاله ، كلّي : من هنا ورايح لازم اكون وياك حتى اوصلك لمكانك،رحنه سوه وهو يشرحلي كل شي اشوفه ، ناس تنتظر وهيه فرحانه، يكول هذوله همّه الناس الخيّرين واللي فادوا اخوتهم البشر، وشفت ناس دينحشرون لفد مكان بالكوّه وهمه يصرخون ويبجون بس اكو شي يضغطهم باتجاه ذاك المكان، كال هذوله همه الناس اللي أذّوا واعتدوا وما رحموا اخوتهم البشر.
وفجأة اختفى الشخص اللي جان يرافقني ولكيت نفسي بمكان غريب ما ينوصف انوار من كل مكان هدوء وسكينه ما ينوصف، بعدها سمعت صوت يكللي : جبتك هنا حتى تشوف بعينك وتسمع بأذنك ، راح ترجع لجسمك لأن اليوم مو يومك!
وفعلاً فزّيت من التابوت والناس كلها خافت وانهزمت من البيت، بعد مدة تأكدوا بأن آني رجعتلي الروح ، فرحوا وانكلب العزا الى فرح.
يعني متت يوم الاربعاء حوالي ساعه خمسه الفجر وكعدت يوم الجمعة العصر.
.....
بقينه على حالتنه وكعداتنه سوه شهر واربعة أيام وبعدها مات ابو جمال، الله يرحمه.
تحياتي