إني من البلد التي مامثلها
قمرٌ ينير ولا نجومٌ تسطع
تتوسط الدنيا بحسن جمالها
وأنا بقلبي والنهى تتربع
إن تطرق الأطياف عيني مرّةً
نار التشوق في الحشا تتولع
هي روضةٌ والشوك فيها يعتلي
كيف الورود وعطرها يتضوع
لا تعذلوا من شاب رأسه في الهوى
شوقاً لوجهِ حبيبةٍ يتطلع
لا تعذلوه فقد تربى يافعاً
يلهو بأحضان الحبيبة يرتع
طفلٌ تدلّل في ثراها حالمًا
من ثديها لبن المحبةِ يرضع
نبضات قلبي من نسائم عشقها
ولها خفوقي بالنّوى يتقطع
يا نفحها عند الصباح تضنّه
مسك الجنان عبيره يتفرع
ونسيمها عند المساءكأنه
طب لمن من سقمه يتوجع
ومروجها الخضراء عند بلوغها
تدنو من العشاق صيفًا تقرع
وخرير ماءٍ في الجداول صوته
أنشودة الأنغام دومًا تبدع
وتكون عرسًا في الربيع سهولُها
والناس حول سدودها يتجمعوا
ما أجمل الأمس الجميل فإنه
مهما أبوح فما به أتصنع
لو تُرجع الايام أمساً قد مضى
أم أن أمساً قد مضى لا يرجع
قد كان كالحلم الجميل بليلةٍ
ياليت أحلام السّعادة تتبع
هل تعرفوا من كنت أوجز حسنها
(الشيخ مسكين) المحاسن تجمع
ندعوك ربي والمآقي نهلةٌ
والقلب من عمق الأسى يتمزع
أن ترحل الأحزان يسكن بعدها
فر حٌ بكل خوافقٍ تتلوع
تعبت عيون النائحات من الأسى
وتزف طيف الراحلين تودّع
عقدٌ مضى والعين ينهل دمعها
والدم في شريانها يتوجع
الله نسأله ونبسط كفنا
وإليه نشكو حالنا نتضرع
فلقد رفعناها بدمع رجائنا
أن ينجلي ليلٌ وصبحٌ يطلع
ويحلّ أمنٌ في ربوع بلادنا
فلقد تمادى في ثراها مَرْبَعُ
وبكل أرض المسلمين جميعها
ينمو السلام ورزقها يتوسع
ونعود أحباباً بشرعة أحمدٍ
تمحى الضغائن والمحبة تزرع
م