المشاهدات: 1   المدة: 6:31   الدقة: عالية
التصنيف: أشعار وقصائد   الكلمات الدلالية: محمد الحجيرات، Zahraa Al obaidi
تعليق بواسطة ღ عِشق ღ
نظم السيد رِضا الهِندّي (رَحمه اللّٰه)

النص:

أمُـفَـلَّـجُ ثَغْــــرِكَ أَمْ جَوْهَرْ *** ورحيقُ رُضابِكَ أَمْ سُكَّــرْ

قـد قالَ لِثَــغرِكَ صانِـعُـــهُ *** إنَّا أعطيـــــناكَ الكوثـــــرْ

والخالُ بِخَدِّكَ أَمْ مِسْـــكٌ *** نقَّطتَ به الوردَ الأحمـــرْ

أَمْ ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخـد *** فَتِيتُ النَّدِّ على مَجْمَـــرْ

عجباً من جَمرَتِهِ تَذكـــــــو *** وبها لا يحتـــــرقُ العَنْبَــرْ

يا مَنْ تبــــــدو لي وَفْـــرَتُهُ *** في صبحِ مُحَيّاه الأزهَـــرْ

فَأُجَـــنُّ به بالليــــــــــلِ إذا *** يغشى والصبح إذا أَسْفَرْ

ارحمْ أرِقاً لو لَــــمْ يمـــرضْ *** بنعاس جفونِكَ لم يسهَرْ

تَبيــــضُ لهَجْــــرِكَ عَينـــاهُ *** حُـزناً ومـدامِعُـهُ تحـــــمَرْ

يا للعُشّــــــاقِ لمفتــــــــونٍ *** يَهــوى رَشَأً أحوى أحــــورْ

إن يَبْـدُ لذي طرَبٍ غنّـــــى *** أو لاح لذي نُسُــكٍ كبّــــــرْ

آمنــــــتُ هــــــوىً بنُبّــوتِهِ *** وبعينيهِ ســحرٌ يُؤثَــــــــــرْ

أصْفيتُ الـوُدُّ لِذي مَـلــــلٍ *** عَيـشـي بقطيعِتِه كــــــدّرْ

يا مـن قَـد آثَرَ هجْـــــراني *** وعَـلَيَّ بلقُيـاهُ اسـتأثـــــــــرْ

أقسـمتُ عليكَ بـما أوْلتْـكَ *** النّضرَةُ من حُسنِ المَنظَرْ

وبوجهِـك إذْ يحمَـرُّ حيـاً *** وبـوجهِ محبّـك إذ يصفـــــــرْ

وبِلُـؤلؤِ مَبْسَمِـك المنظـومِ *** ولـؤلُؤِ دَمـعي إذ يُنثَــــــــــرْ

أن تترُك هذا الهَجـرَ فليسَ *** يَليـقُ بمِثـلي أن يُهجَــــرْ

فأجْل الأقداحَ بصرفِ الرّاحِ *** عسـى الأفراحُ بها تنشَــــرْ

وأشغَل يمناكَ بصَبّ الكأسِ *** وَخَـلِّ يَسـاركَ للمِزهَــــرْ

فَدَمُ العنقودِ ولحــنُ العــــودِ *** يُعيدُ الخيرَ ويَنفي الشّرْ

بكّر للسُّكرِ قُبَيـلَ الفجــــــــــرِ *** فصَفـوُ الدَّهـر لِمَـن بَكّـرْ

هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلــــــي *** إن كُنتَ تقِرُّ على المُنكرْ

فلقد أســـــرفتُ وما أسـلفتُ *** لنفـســي ما فيــه أعـــذر

سـوَّدْتُ صحيـــــــفةَ أعمـالي *** ووكلـتُ الأمر إلـــــى حَيدرْ

هو كَهفـــــي من نُوبِ الدّنيـا *** وشَـفيعي في يــومِ المَحشـرْ

قـــــــــــــد تَمَّـت لـي بوَلايَتِـه *** نِعَـمٌ جَمَّـت عن أن تُشكرْ

لأُصيبَ بهـا الحــــــظَّ الأوفى *** وأُخصَّصَ بالسـهم الأوفـرْ

بالحفـظِ مِن النارِ الكُبـــــــرى *** والأمـنِ مِن الفَـزَعِ الأكبــرْ

هل يَمنعُني وهو السـاقـــــي *** أن أشــرَبَ من حوض الكوثر

أمْ يطـرُدني عـن مائــــــــــــدةٍ *** وُضعَـت للقـانعِ والمُعتَـرْ

يا مَــــــــن قـد أنكرَ من آياتِ *** أبي حِسَـنٍ مـا لا يُنــــــكرْ

إن كُنـتَ لِجـهِلكَ بالأيـــــــــامِ *** جَحـدتَ مَقـامَ أبي شُـــبّرْ

فأسـألْ بدراً وأسألْ أُحــــــــداً *** وسَـلِ الأحزابَ وسَلْ خَيبَرْ

مَنْ دَبّر فيها الأمرَ ومـــــــــنَ *** أردى الأبطـــالَ ومَـن دمَّـرْ

مَن هَدَّ حُصونَ الشِركِ ومَنْ *** شادَ الإســلامَ ومَـنْ عَمَّـــرْ

مَـنْ قَدَّمَــــــه طــه وعلـــى *** أهــل الإسـلامِ لـه أمَّـرْ

قاسُوكَ أبا حسنٍ بِسِــــــواكَ *** وهـل بالطّـودِ يُقاسُ الــذَّرْ

أنّى سـاوَوْكَ بمَـــــــن ناوَوْك *** وهـل سـاوَوْ نَعْــلَي قنبر

مَنْ غيرُكَ يُدعــى للحَـــــرب *** وللمِــحرابِ وللـمِـنبــــــرْ

أفعالُ الخـيـرِ إذا انتَشَـــــرَت *** في الناسِ فأنتَ لها مصدرْ

وإذا ذُكِـــرَ المَعــــروفُ فمــا *** لِسواكَ بـه شـيءٌ يُذكــــــرْ

أحيَيْتَ الديـنَ بأبيَضَ قــــد *** أودَعـتَ به الموتَ الأحمَـــرْ

قُطباً للحربِ يُديـــرُ الضـــربَ *** ويَجلُو الكَـرْب بيومِ الـكَــــرْ

فأصْــــدَعْ بالأمـــرِ فناصِـــرُك *** البَتّـارُ وشانئُـك الأبتَـــــــــرْ

ولو لمْ تُؤٌمَـــرْ بالصبَّــرَ وكظمِ *** الغَيـظِ ولَيـتَك لَم تُـؤْمَـــــرْ

ما آل الأمـر إلـــــى التحكيـمِ *** وزايَـلَ مـوقفَه الأشـتــــــــرْ

لكـن أعــراضُ العاجــلِ مـــا *** عَـلِقتْ بردئِـكَ يا جَوْهَــــرْ

أنت المُهتمُّ بحفـــظِ الديـــنِ *** وغـيرُك بالـدنيـا يَغتـَــــــرْ

أفعــــالُك مـــا كانـتْ فيـــــها *** إلا ذكــرى لمَـن اذَّكَّــــــــرْ

حُجَجاً ألزمتَ بها الخُصمــاءَ *** وتبصِـرةً لمَـن استبصَــــرْ

آيـــاتُ جـــــلالِك لا تُحصـــى *** وصفات كمالِك لا تُحصَرْ

مَنْ طَــــوَّلَ فيــــك مَدائـــحَه *** عن أدنى واجِبِـها قَصَّــــرْ

فأقْــبــــل يا كعبـــةَ آمـالـــــي *** من هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ