علي جاسم الكعبي
السياسه الاسلاميه ....2
بواسطة علي جاسم الكعبي, 7th June 2014 عند 11:44 AM (298 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيمإن اللَّهَلا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين لطاهرين الاشراف
في الحقيقه هناك الكثير من التعليقات في الفيس والكوكل والمواقع والمنتديات على الكوكل ايضآ .
بلماذا هذا الموضوع وبعض الاستفسارات الاخرى ؟
طرحنا الموضوع في هذا الوقت وان كنا متاخرين والمفروض قبل سنين . الغايه هو ان نعرف السياسه الاسلاميه وعلى اساسها نختار الرموز والشخصيات الدينيه حتى نتبعهم او نسادهم . جهلنا بالكثير بالامور الدينيه جعلنا نتخبط بل نكون لعبه بيد هذا وذاك واصبحنا مشروع لتنفيذ مخططاتهم . وكل ما نعرفه من الدين او الشخصيه السياسيه الاسلاميه هو الزي الديني او الادعاء بالانتماء للحزب الديني . رغم ان سياسته ومنهجه مادي صرف او ما يسمى ب ( العلماني ) كما شرحنا في الموضوع السابق ولا يمت للدين بصله . وتناسينا قول الامام علي - عليه السلام - ( لا تاخذوا الحق بالرجال , بل خذوا الرجال بالحق ) . لكننا مع الاسف اخذنا الحق بالرجال . كل الامه الاسلاميه تعاني من الجهل الديني وعدم المعرفه الحقيقه بالدين , وعدم الرغبه بالبحث والاطلاع من اجل المعرفه لانقاذ نفسها في الدنيا والاخره , لذلك اخذ البعض استغلال تلك الصفه وتمرير رغباته وما املي عليه من جهات خاصه باسم الدين , وخير دليل ما تعانيه الامه الاسلاميه بل بلاد المسلمين من ويلات ومحن من قبل هؤلاء واصبحوا نقمه على المسلمين بل الانسانيه جمعاء .
نرجع للموضوع :
نتكلم حول الانسان الذي هو مادة السياسه .
ذكرنا ان الانسان له طاقه وقدره كاملتان يستطيع بهما تحقيق كل شيء , وهذا المبدأ الفلسفي العظيم يستخلص منه ثلاث نتائج اخلاقيه وهي :
1 - أمكانية التربيه في كل الاحوال :
اعلم ان حقيقة وجود الانسان وخلقته انما تكون في تكامل أخلاقه , ومن لم يتخلق بالاخلاق الفاضله لم يكتمل خلقه بعد ,
بمعنى ان لنا كمالين : كمال بشري , وهو كمال الخلقه وهذا متحقق , وكمال انساني وهو كمال الاخلاق , وهذا الذي يسعى الانسان لتحصيله لكي يكون أنسانآ .
الظاهر هذا المبدأ ليس من مختصات المسلمين بل حتى علماء الغرب يقرون بذلك فقد جاء بكتاب - human relations - ( سأل معلم تلميذه من الذي خلقك ؟ فأجاب التلميذ بشكل مفاجىء المعلم حيث قال : لم يكتمل خلقي بعد ) .
اذن لابد للانسان ان يعترف اولآ بانه غير مكتمل , نعم هو بشر كامل سوي ولكنه ليس انسانآ كاملآ ,
النكته : اذا عرف الانسان واعترف بذلك قبل فكرة التربيه - اذ الاعتراف بفكرة التربيه فرع الاعتراف بعدم كمال الانسان - اما اذا لم يعتقد بهذا المبدأ فسوف يقطع الطريق امامنا لاجراء اي تغيير واصلاح في وجود الانسان وبالتالي في المجتمعات والعالم .
لابد ان يكون هناك قابلآ للتربيه ونحن ننظر الى من له القابليه نظرة أمل , ومن ليس له القابليه ننظر اليه نظرة خيبه , وان كان القنوط من فعل الله تعالى مذمومآ لكن هذا الانحياز الى امر غيبي , ونحن وان كنا نتكىء على الغيب وارادة الله في اصلاح المجتمعات وسياستها , لكن بالمقابل نؤمن بان تحقيق ذلك في الخارج يحتاج الى مقدمات وهو التربيه , قال تعالى {
} . لذلك عنونا هذه النقطه بامكانية التربيه .
نعم عامل الوقت مهم وله دور في انصهار كثير من المشاكل وبه تذل اغلب الصعاب ولكن يجب ان ننتبه الى ان الوقت قد يكون تاثيره سلبي فياخذ العدو ( الخارجي والداخلي ) اي الغرب والنفس دوره في الافساد اكثر .
يقول الامام الخميني - رحمه الله - : { ان جميع الملكات والخلق النفسانيه قابله للتغيير والتحول ما دامت النفس تعيش في هذا العالم , علم الحركه والتغيير وتخضع للزمان والتجدد وتملك الهيولى والقوه ويستطيع الانسان ان يغير خلقه النفسي ويحوله الى اضداده , ويدل على ذلك اضافة الى البراهين والتجربه , دعوة الانبياء والشرائع الحقه التي تدعوا الى التخلق بالصفات الحميده والابتعاد عما يقابلها من الخلق السيء } .
يقول امير المؤمنين - عليه السلام - { وانما قلب الحدث كالارض الخاليه ما القي فيها من شيء قبلته } .
يعني ذلك كلما تقدم عمر الانسان تناقصت قدراته على التغلب على العادات الذميمه ويبقى رهن اخلاقه الذيله لانه كلما مر عليه يوم تتجذر تلك الصفات في اعماقه .
يقول الامام الخميني - رحمه الله - { ما دام الانسان في دار الزوال وعالم التغير هذا من الممكن ان يتغير في جميع صفاته واخلاقه ومهما تكن تلك الصفات مستحكمه في ذاته , فانها قابله للزوال مادام على قيد الحياه }
وهنا تختلف درجة القدره والقابليه على تنقية النفس وتزكيتها تبعآ لتجذر تلك الصفات وسطحيتها , .
نستنتج من ذلك ان التربيه الاخلاقيه متاحه على الدوام وباقيه مادام الانسان على قيد الحياه .
والحمد لله رب العالمين