علي جاسم الكعبي
هل سمعتم بمن تستحي وهي ميته ..
بواسطة علي جاسم الكعبي, 5th June 2014 عند 11:28 PM (258 المشاهدات)
هل سمعتم بمن تستحي وهي ميته..!
لنتأمل هذه المحادثة بين فاطمة وأسماء رضي الله عنهن:
أسماء: يا فاطمة ما لي أحدثك فلا تسمعي لي؟!
فاطمة: عذراً يا أسماء لقد كنت أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت!! والله إني لأستحيي أن أخرج عند الرجال في وضح النهار ليس علي إلا الكفن!.
فعَرَفَت أسماء ما أهمَّ فاطمةَ وأحسّت بحيائها فأرادت أن تُذهبَ ما أهمَّ فاطمة وأحزَنها..
أسماء: ألا أضع لكِ شيئا رأيتُه في الحبشةِ؟
فَصَنَعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشْبِه الصندوق، ثم طرَحَت عليه ثوباً، فكان لا يصف الجسم.
فلما رأته فاطمة قرَّت عينها وانزاح همّها وفرحت به فقالت لأسماء: ما أحسن هذا وأجلَّه؛ سترك الله كما سترتني.
لا عجب!
فمن لَبِسَت العفافَ أَبَتْ نَزْعَه، ولا غَرو! هي من نسل الأعفاء.. هي فاطمة من تربية حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ تَعْزفُ نفسها عن التَكَشّف، وتطلبُ حياءً ما يعين على سترها ميتة!!
فما بال بعض الأحياء لا يستحون؟!
قال ابن عبد البر - رحمه الله -: هي أول من غطِّي نعشها في الإسلام على تلك الصفة.
بالله عليكم أفي الميت فتنة؟!
فهذه فاطمة - رضي الله عنها - شقَّ عليها خروجها بالأكفان في وضح النهار محمولة على الأعناق، فأي حياء تحملين يا بنت محمد - صلى الله عليه وسلم -..
ومن أخواتنا اليوم من تخرج الى الأماكن التي عشش فيها الشيطان وضرب فيها قبابه.. تخرج متكشفة مظهرة زينتها متجردة من حيائها - كنز حياتها - متنكبة عن خطى فاطمة وعائشة وأسماء - رضي الله عنهن -..
حادت عن طريق الصالحات.. وأغْضَبت ربَّ البريات..
فما بال بعض الأحياء لا يستحون؟!
وإن الحياء له اثر لمن فقدت لذةً في عبادة، أو خشوعاً في صلاة.. فما بالنا في كل يوم نفقد شيئا من معالم الملابس الساترة؟! ليذهب في إثْرها شيء من العبادة!!
خُذيها يا بنت الأكرمين يامن حافظتي على حياءك في حجابك في خروجك:
عن سعيد بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: إن رجلا قال يا رسول الله: أوصني. قال:
((أوصيك أن تستحي من الله - عز وجل - كما تستحي رجلا من صالحي قومك))[ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة].
قال تعالى: (غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ)
وقال: (ولَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) فلا يصح بعد هذا الدين العظيم ان نعود للجاهلية
الحجاب عبادة يا مؤمنات في ذهابكن ومجيئكن، فإن جمال المرأة في حيائها وعفتها وحجابها..
حذار أن تلتفتي إلى كل رجل أثيم، أو امرأة سادرة في غَيّها؛ لا تسمعي إلى كل متهتك يجعجع بأعلى صوته بأن الحجاب رجعية وعادة من الأجداد.. بل هو دين وعبادة لله
اللهم احفظ بناتنا وجميع بنات المسلمين بفضلك وجودك وكرمك واحسانك ياحليم