إعترافاتي
لحظة ولادة
بواسطة شيفرة دافنشي, 2nd January 2012 عند 12:49 PM (264 المشاهدات)
1975 .. تشرين الثاني .. أولى ساعات الصباح
جااااااااااااااائع جدا .. يمر الدفء إلى أقسى ما فيّ .. خليط من الضوء والضوضاء .. لماذا يبدو المكان متطاولا لهذا الحد؟ وما هي اللغة التي تجسّر كل ضوضائهم لأذنيّ الساذجتين .. سأحاول .. سأحاول ..أن أفهم .. لأعيش .. لأتجنب الضوضاء ..أو أشاركهم جرمها .. سألتف وأتقوقع .. هكذا أبدو في نظرهم وديعا لا أحتاج لسائل مقرف يدسّ عنوة في فمي .. أنااااااااااااام
أستيقظ .. ها قد حان موعد آخر مزعج .. لا بد أن مدرس مادة الكيمياء البغيض .. سيؤنبني لأني لم أفلح في معادلة التركيب .. لأني والحق يقال .. مجبول على بلادة تجاه تعسف التركيب .. ولست معنيا أن أركّب .. أحب العناصر لأنها أكثر حرية وجرأة وانفلاتاً .. يرسلني لتلقي العقوبة في الإدارة .. ولأني أعشق التعرجات .. ينحرف بي الطريق لمسرح الثانوية العتيدة .. ثمة مسرحية .. أهبط على أقرب المقاعد .. لأُصدم بزميلتي .. التي تؤدي دور البطولة .. كان أداؤها حرفيا .. كانت تجيد التمثيل .. دورها مركب ومعقد .. ولكنها تتلبسه وتجسده ببراعة ..
بعد أسبوع واحد .. كنت على موعد .. لأفهم العلاقة بين الألم والضوء والضوضاء والأفواه والمركبات والتعرجات والتمثيل والبطولة حين تجسدها امرأة.. كنت على موعد معها .. تلك الزميلة الممثلة .. على موعد لأدرك أن العناصر تغرق في فوضى الاستقامات .. كان لا بد لي أن أدرك أنني ولدت في تشرين الثاني وليس الأول .. وأن الصباح هو تماثل غامض عن الليل والنهار .. هكذا أكون أمة وسطا .. لا أفهم الآخرين ..