علي جاسم الكعبي
السياسه الاسلاميه
بواسطة علي جاسم الكعبي, 3rd June 2014 عند 09:43 PM (208 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السياسه تعريفها :
عرفوا السياسه بانها : صناعة يعرف بها تدبير الانسان بما له من الشؤون الفرديه والاجتماعيه وبما له من العقيده والخلق والعمل , بما له مساس بالطبيعه وما له من روابط خاصه مع اهله وقومه ومن يشاركه في النوع , مع ماله ربط بمبدئه ومبدأ الكل وهو الحق تعالى الخالق لكل شيء ,
وعلى هذا اختلفت الاراء حول السياسه من حيث الحكمه العمليه في التطبيق وهي :
1 - هناك من يرى ان الانسان مادي صرف , فالسياسه عنده تدور حول تدبير الانسان وادارة شؤنه من حيث المأكل والمشرب والتمتع واللبس والتكاثر , مما يدفعه الى ان يكون أكثر مالآ وأعز نفرآ وأحسن أثاثآ , دون ان يكون محكومآ باحكام الشرع في تصرفاته وفي معرفة كيف كسب هذه الاشياء ؟ .
2 - وهناك راي يرى ان الانسان مؤلف من نفس ناطقه لا تبيد ولا تموت , وهي حقيقته في الدنيا والاخره , وغاية الامر انه ينتقل من دار الى دار { وان الدار الآخره لهي الحيوان } . لذلك كانت السياسه عنده هي عملية تهذيب الانسان واصلاح الروابط الفرديه والاجتماعيه , ويكون محكومآ باحكام الشرع بحيث يقوم بالقسط ويأمر بالعدل والاحسان ويؤثر غيره على نفسه وان كانت به خصاصه ولا تغره الحياة الدنيا ولا يغره بالله الغرور .
لكي نفهم السياسه الاسلاميه يجب ان نعرف عناصرها وهي :
1 - العنصر المادي : وهو الانسان بما هو افراد متعايشه بعضها مع بعض الاخر , لان له خصائص فرديه وخواص اجتماعيه .
2 - العنصر الصوري : هو الدين الالهي , من احكام شرعيه , وهو كرامه الهيه يتصور بها الانسان ويصير بها كريمآ في عقائده واعماله واخلاقه وكذلك في روابطه الفرديه والاجتماعيه وعنئذ تتبلور سياسته في كرامته الشامله المتاتيه من الشرع الالهي .
3 - العنصر الفاعلي : وهو الله تعالى الذي هو رب الانسان ورب كل شيء المدبر لاموره ومربيه وسائسه الحقيقي وهاديه الى سوي الصراط .
4 - العنصر الغائي : وهو الكمال المحض والبهاء الصرف الذي لا كمال فوقه ولا بهاء وراءه , وهو غاية الانسان الكادح { يا ايها الانسان انك كادح } . فغاية الانسان هي الله تعالى الذي تصير اليه الامور .
من تلك العناصر نعلم ان من عرف حقيقة الانسان وواقع الاسلام وعرف خالقه الحق والسعاده التي ينتهي اليها فقد عرف السياسه الاسلاميه .
الساسه هم العلماء الربانيون والعرفاء , لذلك نتبنى وحدة الدين والاخلاق والسياسه , ولابد من الكلام في العنصر المهم وهو العنصر الصوري اي الكلام حول الدين وتفاصيله والذي يمثل الهيكليه العامه للسياسه والبناء الهرمي لتشكيل النظام الاسلامي , وقبل ذلك نتكلم عن الانسان وهو العنصر المادي :
لايوجد تعريف جامع للاتسان وبيان حقيته , والقران صرح باهمية الانسان واثنى الخالق تعالى على ذاته بعد ان بين كيفية خلق الانسان قائلآ { فتبارك الله أحسن الخالقين } . لا نتبنى ونرجح تعريف معين دون اخر هذا يعني ترجيح مشرب معين ومذهب معين على اخر , المناطقه واللغويون والفلاسفه كل له تعريف للانسان بحسب نظرته وموضوع علمه .
الي نريد ان نبحثه هنا الانسان بمفهومه العام , وسمهبالانسان الاسلامي الذي ذاته معالم الرساله الاسلاميه بعدما طرحنا من وحدة الدين والاخلاق والسياسه .
يمكن استخلاص معنى الانسان من خلال ما ذكره الامام الخميني - رحمه الله - الذي يعتبر المصداق الواضح لوحدة الدين والاخلاق والسياسه تعليقآ على فصوص الحكم ومصباح الانس , حيث نقل عبارة لشيخ الاشراق شهاب الدين السهروردي بقوله ( النفس وما فوقها انيات صرفه ) والامام الخميني - رحمه الله - علق ان هذا الذي ذكره يكون على النحو التالي بقوله ( بل اختصاص آدم بعالم من العوالم العاليه او السافله بلا وجه فان اهل يثرب الانسانيه لا مقام لهم فهم بحسب النزول رتبة الهيولهى القابله بتجلي ربهم القابل , وبحسب الصعود والافق الاعلى والفناء في الحضره الاحديه , ولهذا يقول شيخ الطائفه الاشراقيه ان النفسالناطقه لا ماهيه لها فلها مقام الاحديه وجميع الحقائق الخلقيه والامريه ) .
لايخفى على القارىء معنى قول لامام الخميني - رحمه الله - فالامام ينظر الى الانسان بانه وجود عال وان هناك حقيقه يريد اثباتها وهي :
ان الانسان طاقه وقدره كاملتان يستطيع بهما تحقيق كل شيء . وهذا المبدأ الفلسفي يستلخص منه ثلاث نتائج اخلاقيه نتكلم عنها في الموضوع القادم ان شاء الله .
والحمد لله رب العالمين