علي جاسم الكعبي
تفاضل الاعمال ...
بواسطة علي جاسم الكعبي, 30th May 2014 عند 09:44 PM (240 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نحتاج عند قراءه المواضيع الدينيه الى بعض التامل وبعض الاحيان نطيل التامل لكي نعرض انفسنا لما ما موجود في الموضوع حتى نرى انفسنا , واين هي حتى نصلح ما فسد منها ونزيد ما صلح منها . وتستزيد مما لم نعرفه . عسى ان يمن الله علينا بنفحه او جذبه تقربنا اليه , لان كل اعمالنا مرتبطه بالنفس , وان صلحت انفسنا وعقائدنا صلحت اعمالنا . وتلك الاعمال لها علاقه وطيده بقلوبنا في الدنيا والاخره , لان الاعمال الخارجيه تكون على شكلين :
1 - الاعمال التي يكون فعلها مكدرآ للقلب ويزيد في حجابه ويزيد في ظلمانيته وهي المعاصي .
2 - الاعمال التي يكون فعلها منورآ للقلب وتصفي النفس وهي الطاعات .
المعاصي تكون على مراتب ( لمم , وصغائر , وكبائر )
الطاعات تكون على مراتب : منها ما هو اقرب من غيرها اي بالقرب الى الله تعالى ,
ونلفت النظر الى ان انه ليس العمل المختص يكون مقربآ فقط بل يعتمد على نفس الانسان في ملاحظة هذا القرب ,
بمعنى ان القرب الالهي بالاعمال لا نلحظ مستواه ودرجته في الرويات فقط , بل لعل انسان يحصل على قرب اكثر من عمل آخر لا يحصل عليه شخصآ آخر .
فمثلآ : من ترتب عليه كفارة الافطار العمدي في شهر رمضان المردده بين الخصال الثلاث تختلف درجة عقوبته وثوابه حسب ما لا يلائمه من خصال الكفارة , فالانسان الغني ينفعه الصوم اكثر مما لو تصدق على ستين مسكين والفقير ينفعه التصدق اكثر مما لو صام وهكذا , وهذا ظاهر فيما ورد عن الائمه الاطهار - عليهم السلام - (( افضل الاعمال أحمزها )) . ومثال اخر : نجد ان الانسان اذا صلى الليل افضل من اعطاءه الصدقه وهو غني كثير الاموال , والسبب هو ان الاموال موجوده بكثره والاعطاء يكون عليه سهلآ ولكن الاستيقاظ لصلاة الليل يكون صعبآ عليه , فالمدار التباين هنا ليس في العمل نفسه ومقدار الطاعه فحسب بل يكون نفس الانسان ومدى مشقة وصعوبة العمل واختلاف الانفس والاشخاص , هذا في امثلة الفعل والطاعه .
اما في الترك وفعل المعصيه ولا نقصد بالمعصيه الفعل المحرم لاننا جزمآ لا نعمل الحرام بل الكلام حول المحرمات الاخلاقيه يعني المكروهات لا المحرمات الشرعيه , كأن تكون مخير بين ترك الاكل الكثير او ترك التدخين فما هو الافضل تركه في الحالتين ؟
الجواب هو: ترك التدخين لان المبتلى به يصعب عليه تركه خاصه بعدما تغلل النيكوتين في دمه واعضاءه , ولكن بالمقابل قد يكون الشخص من غير المدخنين لكنه لا يستطيع تقليل أكله .
وعلى اي حال فان الاعمال تتفاضل وكذلك العلوم , واذا عرفنا تفاضل العلوم والاعمال فلابد من وجود رابطه تربط التفاضلات وتحقق الربط وهو الذي سيوصلنا الى درجات المقربين التي بدايتها تكون في تصفية القلب .
والحمد لله رب العالمين