غازي عبدالله الطائي

ظاهرة تشغيل الاحداث

تقييم هذا المقال
بواسطة غازي عبدالله الطائي, 11th May 2014 عند 07:15 PM (430 المشاهدات)
لمناسبة عيد العمال العالمي.. تحية اِكبارٍ واِجلالٍ للعامل العراقي

ظاهرة تشغيل الأحداث في العراق غازي عبدالله الطائي
ظاهرة تشغيل الأحداث في العراق مُنتشرة مُنذُ سنين, ولكن أنتشارها تَزايَد وبشكل واسع في السنين الأخيره وفي مجالات العمل المتعدده, ومن الأعمال من هي فوق طاقة الحدث, فعندما تتجول في الأسواق تجد الاحداث عاملين في كافة المجالات وبشكل كبير. ففي ورش تصليح السيارات تجد رب العمل وصاحب المحل ( الحرفي وصاحب الخبره)معه عدد من العاملين من الاحداث, ويكون اعتمادة بشكل كبير عليهم وبمرور الزمن تزداد لديهم الخبرة ويكون الأعتماد عليهم بشكل واسع, ويرفعوا عن كاهله عبئ كبير. وفي المحلات والأسواق التجارية تجد للاحداثت حصة الأسد فيها, في التحميل والنقل, والتوزيع. وفي أعمال البناء فيشكل الأحداث نسبه لابأس بها في العمل، وفي قيادة العجلات فحَدِّث ولاحَرَج والسبب الرئيسي هو غياب الرقابة المرورية وبالاحرى تجاهُل وغض النظر على هذه الظاهره من قبل الدوائر المعنيه وقد يُبرَر السبب العوز المالي والبطاله, والظاهرة المُنتشرة الأُخرى هي قيادة العربات التي تجُرها الدراجات النارية (الستوتات) والتي تُستَعمل لنقل الرُكاب في المناطق المزدحمة وهي حاليا رائِجة بشكل واسع في بغداد بسبب الأختناقات المرورية والزحامات والتي أصبحت لها حرية الحركة بين المناطق والفروع المزدحمة, وبدأ الناس يفضلونها في هذه الأماكن للوصول الى المكان والزمان المطلوبين . اما العربات التي تجُرها الخيول والحَمير فقد اِنتشرت في العاصمة بغداد وبشكل مُلفِت للنظر وأصحابها نسبه كبيره منهم من الأحداث, وهي حالة يستوجب التوقف عندها ودِراستها من قبل الجهات المعنيه كونها لا تُليق بالعاصمة بغداد( ولو ان هذا خارج موضوعنا), إضافة لما ورد أعلاه فالباعة المتجولين وبائعي حقائب التبضع (العلَّاقه البلاستيكيه ) مُنتشرين في الأسواق وبشكل كبير, واصحابها الغالبيه العضمى هم من الأحداث . وأعمال عديده أخرى كالمعامل, والورش الصغيره, والمقاهي والتي تعتمد على الاحداث في العديد من أعمالها .
عند التمعن في دِراسة هذهِ الحالات تجد ان هُنالك أسبابا عديدة لأِنتشار ظاهرة أشتغال وتشغيل الأحداث في مختلف المِهَن ويمكن اِجمال أسبابها الرئيسيه بالنقاط التالية :
1- العديد من الأحداث تركت مقاعد الدراسة وبِسِّن مُبكرة، ولكي لايكون الحدث عبئ على عائلته بسبب حاجته المُلِحَّة الى المصاريف, يبدأ ومعه عائلته بالتفتيش عن عمل ويتم اختيار العمل بناءا على العرض والطلب في المهن في الشارع العراقي .
2- عوز العديد من العوائل وضنكة العيش جعلتهم يظطرون الى ِاجبار ابنائهم على ترك الدراسة وزجِهم في أعمال حُرة لغرض تلبية جزء من نفقاتهم وبالأخص عوائل الأيتام والأرامل والمُطلقات؛ فهي لها الحصة الكُبرى من هذه الحالات .
3- فشل الحدث في الدراسة, وفصلهِ من المدرسة بسبب الرسوب المستمر؛ اضطره بسن مبكرة الأتجاه الى العمل .
4- مصاحبته لرفاق السوء,والفاشلين دراسيا, والتغيب المستمرعن المدرسه؛ أدت به الى ترك الدراسه والتفتيش عن عمل للحصول على الأموال بشتى الطُرق لغرض التسليه, واللهو, والانصياع لمغريات الحياة العصرية المتنوعة.
5- الانترنيت, والهواتف الذكية, تشكل اِحدى الأسباب الرئيسية في الفشل بالدراسة, بسبب السهر, و اللهو المستمرين على مواقع التوصل الاجتماعي, والألعاب الألكترونيه,ومواقع الدردشه مع الاصدقاء وغيرها,ولساعات متأخره من الليل؛كلها
جعلت من الحدث المراهق يفشل في دراسته وبالتالي يترك الدراسة ويُفتش عن عمل لتلبية نفقاته المتعددة, والسبب في ذلك لايعود للحدث وحدة بل للعائله الدور الأكبر لعدم المتابعة وتركة يفعل ما يشاء, ويسهر الى وقت مايشاء؛ أدى به الى هذا الحال .
ان ظاهرة تشغيل الاحداث خطيره جدا وسلبياتها عديدة ان لم تكن بشكل مدروس, ومن هذه السلبيات :
1- الحدث غير ناضج الفِكر والجسد وبدور المراهقة ويكون ضعيف امام مُغريات الحياة وأماكن اللهو وخصوصا هو فاشل دراسيا, وبالعمل سيكون بعيدا عن رقابة الاسرة أوالرقابة تكاد تكون ضعيفة .
2- عدم وجود ضمان لأستمرار عمل الحدث حيث يمكن باي لحضة أو وقت ان يُطرد من قبل رب العمل من دون حقوق, وضعف تطبيق قانون رعاية الأحداث؛ مما يسبب له الإحباط كونه تعود على الصرف لذلك فطردة من العمل؛ يسبب له البوس والشقاء وترك اثارا سلبيه عليه وخصوصا عندما لا يحصل على عمل أخر.
3- عند اختلاط الحدث بالاخرين من خلال العمل يحاول بعض الاحداث ان يُثبت وجودة في الحياة كرجل بالغ, لذا يلتجأ بعضهم الى تقليد تصرُفات البالغين, ومع الأسف منها السلبية, ومن ابرزها التدخين, وتناول المشروبات الروحية بسن مبكرة, وقد يجره رفاق السوء الى تناول الحبوب المخدرة و .......,وخصوصا اذا كان ضعيف الإرادة.
طبعا ما ورد أعلاه لايشمل جميع الأحداث حيث هنالك أحداث اِضطرتهُم الظروف الى ترك الدراسة والعمل, ولكن حياتهم مستقيمة وجديين في العمل ويحاولوا قدر المُستطاع ان يُساهمو بكل ما لديهم من هِمَّة لمساعدة عوائلهم ماديا ولكن هذا لايبعد عنهم البؤس والشقاء وبعضهم من هم بحالات نفسية سيئة وخصوصا اللذين يتابعون زملائهم اللذين كانوا معهم في الدراسه ويلاحظونهم متفوقين, ومتقدمين في الدراسة.
لذا يتطلب تدخل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المُتخصصه برعاية الأحداث بالدراسة والمتابعه ومعالجة أسباب تركهم المقاعد الدراسية وعزوفهم عن الدراسة للخروج بمُحصله نهائية وتوصيات بخصوص تشغيل الاحداث, لمنع استغلالهم من قبل ارباب العمل, وتفعيل ضوابط تشغيل الاحداث, ومد الجسور والمتابعة المستمرة من قبل هذه المؤسسات والمنظمات للاحداث, ورعايتهم, ووضع الحلول لمشاكلهم .
فاالموضوع كله يتطلب دراسة ليكونوا أشخاصا نافعين في المجتمع, كونهم يشكلون نسبة لابأس بها في المجتمع العراقي, لأن بناء الأنسان, ينتج عنه بناء الأوطان.



بغداد 1/أيار/2014
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال