علي جاسم الكعبي
السير والسلوك على نهج الكتاب والعتره .. المحاضره السادسه
بواسطة علي جاسم الكعبي, 28th April 2014 عند 10:59 PM (593 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الغفله ..... 1
{ قال فبعزتك لاغوينهم أجمعين * الا عبادك منهم المخلصين }
سنتكلم عن رفع موانع حاكمية العقل على النفس , ولكي تظهر حكومة العقل لابد من رفع جميع ما يغطي العقل , ويكبل صلاحيته على النفس .
والمرض الابرز الذي يغطي على حاكمية العقل هو الغفله , قال تعالى : { لقد كنت في غفله من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } .ويستلزم في البدايه معرفة خطورة هذا المرض لكي يكون الاجتناب عنه اسرع وادوم .
الانسان في بداية تكليفه يحاول الشيطان ان يكون له قرين سوء , ويلبس عليه الامور باطلها بحقها , وهذا القرين ملازم لهولا يفارق احدآ الا المخلص لكنه مع ذلك لا ينقطع طمعه في اغوائهم .
قيل : بان شخصآ مريضآ حضرته الوفاة , فطلبوا من عارف في بلدته الحضور عند سريره وتلقينه , فعندما كان يشهد بوحدانية الله ويقول : لا اله الا الله سمع صوتآ من زاوية الغرفه يقول : صدق عبدي , وعندما يقول المحتضر يا الله فان صوتآ من زاوية الغرفه يقول : لبيك يا عبدي , فقال العالم الزاهد : من انت ؟ فقال : انا معبود هذا الشخص . فقد كان يعبدني طول عمره , انا الشيطان !!
اجل , فالحقيقه هي ان رب هذا الشخص هو الشيطان , لذلك فانه يقول لبيك , فقد كانطيلة عمره من الصباح الى الليل يتحرك بامر ابليس , فلسانه بامره , وعينه بميله ,وقلبه بارادته , فكان كل عمره على هذا الشكل ,فالان عندما يقول : يا ب , فهو يقول :يا شيطان ., لانه كان معبوده الى اخر نفس , ولما ينكشف الحجاب يرتفع انين ونداء : واحسرتاه عند ساعة الموت , ولابد من معرفة خطورة وجود جذور الذنب وحلاوته في القلب , .وكشف هذا القرين في الدنيا قبل ان تنتهي هذه الحياة , والا فلا يفيد عند الموت الحسره ولا الندامه ( وان اليوم عمل ولا حساب , وغدآ حساب ولا عمل ) .
قال تعالى { قل انما اعظمك بواحده ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكرون } . وقال امير المؤمنين - عليه السلام - (( فافق ايها السامع من سكرتك , واستيقظ من غفلتك , واختصر من عجلتك , وانعم الفكر فيما جاءك على لسان النبي الامي - صل الله عليه واله - مما لابد منه ولا محيص عنه , وخالف من خالف ذلك الى غيره , ودعه وما رضي لنفسه )) .
لا يمكن رفع الغفله الا بتصديق - لا تصور - وتعقل وتطبيق ..
خمس مقدمات , العلم بها مجردآ لا يكفي بل هو مضر اكثر مما ينفع , لان العلم وحده اغلظ الحجب ما لم ينضم اليه الايمان .
المقدمه الاولى :
التصديق بان الانسان من عالم الامر والملكوت :
قال الله تعالى : { ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي } وقال ايضآ { الا له الخلق والامر } .
قبل توضيح المطلب نحتاج الى تقديم الكلام حول العوالم ونذكرها مرتبه من الادنى الى الاعلى , ولكل عالم جنبه خاصه به :
1 - عالم الناسوت ( عالم الماده ) : وهو عالم الدنيا الذي نعيش فيه .
2 - عالم المثال ( عالم الظلال , عالم الاشباح , عالم الارواح , عالم الملكوت ) : وهو العالم المعبر عنه ايضآ بعالم ( ألست ) اشاره الى قوله تعالى : { واذ اخذ ربك من بني أدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامه انا كنا عن هذا غافلين } .والذي يوجد فيه الناس جميعآ لكن بارواحهم فقط ( بدون ماده ) .
3 - عالم العقل ( عالم النور , عالم الانوار , عالم الجبروت , عالم الوجود المطلق ) : وهو عالم الانوار الاربعه عشر للائمه المعصومين - عليهم السلام -
للموضوع بقيه والحمد لله رب العالمين