رؤية
ازمة
بواسطة fairy touch, 28th April 2014 عند 05:31 PM (524 المشاهدات)
نظر اليها حين اقبلت .....كأنما يراها للمرة الاولى ...بذات الذهول ...و نفس الاعجاب ...لم ينفع عامان من المعرفة و سنة من الاعتراف لنفسه بالعشق ، في تغيير شعوره ذاك ...
راقبها و هي تخالط الجالسين ...كانت مبتسمة كعادتها كل صباح ....انيقة في لفتاتها ...كنسمة انعشت بأريجها الاجواء ...
التقت بعينيه فتبسمت عيناها محيية اياه بأيماءة من بعيد ...احس انه شرِق بنبضاته ....حتى غام امامه كل شيء ....فكر : يالها من مخلوقة عطوف ..تحييه كل يوم دون ان تسمع منه رداً في يوم ...و انزلق في فكرته المعذِّبة ، وهو يتخيل كما يفعل دوماً، نفسه في موقف الاعتراف ...
(احبك ِ)..........هل يمكن ان يقولها يوماً في حضرتها ؟...و هو رجل يعجز عن رد السلام ؟
ساح في ابعاد تصوراته المرعبة فيما بعد القول ...
تراءت له تقطيبة ُجبينها السمح و غضبُ عينيها الوديعتين ...و حين وصل الى زاوية الحرمان من ايماءة تحيتها الصباحية الندية ...احس بشلالات البكاء تهدر في اعماقه ...
كان موقناً ان امرأة لا تمت اليه الا بصلة الايماء الصباحي لن ترضى به حبيبا ً....ولمَ عليها ان ترضى ؟
كان مرهقاً من انتظارٍ طويلٍ لـ (لاشيء).......
حدّق في مكتبه المكتظ بالاوراق و الاقلام .....
خطر له ان يكتب لها شيئاً....
سحب اقرب الاوراق ..........حدق في فراغها ...و توقف كل شيء فيه ..افكاره ....انفاسه ....نبض قلبه ....هل تصير ورقة ما طريقا اما الى موت او الى حياة ؟
اي ورقة ٍ هي لو قدّر لها ان تفهم ماهي .!
اختار قلماً بحبرٍ أخضر ........
كتب وسط الصفحة : ...............
سيدتي !......
سيدتي !.......
سيدتي !......
تخيلي انني اشهق كلما نطقتْ الروح باسمك ....فاعذري عجزي عن كتابته
هل تفهمين ؟
لم َيحتبس الصوت حين يهم بالرد على صباحك الرقيق!
و لمَ تجمد الاطراف عن الايماء بالتحية !
ولمَ لا يتوقف القلب عن الهذيان بك !
و لمَ ما عاد هنا من يمت لي بصلة سواك !
ولمَ صار اليوم يبدأ بأشراقك......و حين يزول احتلالك الجميل للوقت ...يُنزل العقل الاكفان على ما تبقى منه حتى اشراق آخر !
ولمَ قد لا اسلّم هذي السطور الخجلى ؟
كيف بي إن عاجلتِني بالقطيعة .......لا تضحكي مني ...فأنا و رغم كل الصمت بيننا ...رجلٌ يحيا على ايماءة منك كل صباح ...
فهل تفهمين ؟...
بربك .............
هل تفهمين ؟
...................................
القى قلمه ....كانت كلمته الاخيرة ممهورة بدمعة حرّى ....
طوى رسالته بيد لم تكن في تلكم اللحظات له .
و نهض ...
مرّ بمكتبها ....وضع الورقة امامها ....و غادر .
...................
في الصباح التالي .....حيته كما كل صباح بأيماءة .....و كتبت اليه .....
(نعم يا سيدي .....افهم ).