ღالبرنسيسةღ
قصيدة رسائل من ماء
بواسطة ღالبرنسيسةღ, 18th November 2011 عند 02:43 PM (661 المشاهدات)
" ذات ليلة شتاء ثائرة..وبينما كنت أرقب ثمار السماء وهي تتساقط عليّ غضّة طريّه... ثارت شجوني تجاري عاصفة السماء وإذ بقلمي متقد بيميني يهمس للأوراق بتمتماتي ويكتب للمطر رسائله " :
دُرَرٌ تَكَسَرتْ فَـوق الأرض تَنثُـرُ بعضاً مِــن شَظَايــاهـــــاقَضَّـتْ طُبولُ الرَّعـد مَضجَعها وضـوء البــَرق أضْنـــاهـــاوسِياطُ الرّيح تَلسَعُها،تَنثُرُ في فَضـاء الكـَـون أشــْــلاهــــاوالبَرق يَرقُصُ مُبتَهِجاً على جُرحِها النـَازفِ ،فـــأدمـاهــــالا شَواطئ السَلام أوصَلَها ،لا ولا فَــوقَ الغَيـم أبـقـاهـــــاضَاقت بِحِملها السّماءُ فَراحَت تَلفِـظُ الــدُّر مِـن ثَناياهــــــافَهَوَت تُعانِقُ وَجه الأرضِ كدمـوعٍ فَــرَّتْ مِـن مُحيـاهــــاكفراشةٍ بَديعُ الزَهر طَلعَتها ، حـارتْ لا تَستَــدِّلُ يُمنـاهــــارَقراقَة فَرطُ الليِّن دَمعَتهـا ، كنَجمـةٍ طَلّــتْ مِـن أُعَيلاهــــاأو كَصخرة تَغدو في صَلابَتهــا، إنْ نــابُ البـَـردِ أضْنـاهـــامِن فِضّةٍ رَبُّ الكَون شَكَلَها،سُبحانَهُ مِن إلهٍ كيفَ سَوّاهــــافي حِضنِها كُلّ الوِّدِ تَجمَعُه،فإذا بالكونِ كُلّ الكون يَهواهــاإنْ غابَتْ أقَضَّ الحَرُّ مَضجَعنا ، فتَهفو إليها الروح لِتلقاهـاسِّرُ الوجودِ يَسكنُ بَين كَفيها،فإذا بالعُمر يَغدو مِلك يُمناهـاإنّا بِرَغمِ العاصِفِ المَجنون ،بِرَغمِ هَديرِ الرَّعـدِ نَهـواهــــاما سِرّ ذاكَ الهَوى الذي أعيا القلـوب مِنّــا ، ثـُمّ أشفاهـــا؟سُبحانَ مَن أحيا النُفوس بِطلعتها،سُبحانـَه، كيفَ أحياهــا؟!.(2)
مـَـدَّتْ أنامِلَهـا عَبر زُجاج نافذتيْ يُحَطِّـمُ جُنونهـا أيـكــيْقِطَـعُ لُجَيـنٍ فَـرَّتْ مِـن مَكامِنِهـا ، مِـن فَرط شَوقهـا تَبكـيرسائـلٌ حِبـرها مـاء جـاءت إلــيَّ تَبُثّنـيْ أشواقهـا تَحكــيزائـرتـي! لِمَـنْ تَشكـي؟فليسَـت روحـي تَسكُنني ولا مِـلكي
لِمـا ضاقَـت بِـكِ الدُّنيـا ورَمَـتْ بِــكِ الأقــدارُ فــي شَبـَكــي؟؟لا تُغـريـكِ مَـوقدتـيْ ، ولا دِفئـيْ ، ولا الحـانـيْ تُغــريــكِفبَحـرُ الهَـمِّ أغـرَقَنـي،ولا أدريْ مَتـى سَيعـودُ ليْ ضَحكيِدَعينـي أُصـارِعُ الأشـواقَ وابتَعِـدي لِئَـلاّ يَطـالكِ شَـوكــي؛فَـلَـنْ أغـدوْ سَديمـاً عالِقـاً فـي الكَـون طَليقـاً حتى أتبَعُـــكِولكنّـي ! إلـى الأعمــاقِ مَشـدودأً ، بَيــنَ الـوَهم والشَّــكِ(3)
فَجّــريْ حَنيـن الأرض للمــاءِ ، يـا كُـــلّ هاتيــكَ الـــدُّرَرْمــن لَهيـبِ البَــرق أضيئـيْ عُنـوةً ،عَتمَـة الليّــل الأغَـــرّوابــرقـي عَبـر الأثيـرِ؛ إغسِلـي الأرضَ بـأضـواءِ الـقَمـروانثُـري الـدُنيـا جَمـالاً ،أنْبِتـي الأشجـارَ وطـاقـات الـزّهـرهَندسـيْ الكـون املَئيهِ بأحلـى ....أحلـي أشكـالِ الصُّـوَرعـانِقـيْ التُـربَ الضَمـيءِ ، وارصِفيـهِ بأحجـارِ العَــقيــقواستِمـري رِحلـة الخيـرِ تِبـاعـاً عـانِقـي الـوادي العَمـيـقأُرقـدي حَيـثُ اتجهـتِ ،ادحَــريْ عَتـمَـةَ الليـّـّل السَحيـقبِكثيـرٍ مِنـكِ يَغـدو ، كـُــل شـيءٍ أخضَـرَاً حُلـــواً يَـليــــقوإذا الـدُنيـا جَفـافٌ ؛بقليـلٍ مِنــكِ،وحَـريــقٌ فــي حَـريـــقحينَهـا لا مــالَ يُجـديْ ،لا ولا يُجــدي حَبيبـاً أوصَـديـــقأدِمِ اللهُـمّ نِعمــاكَ عَلينـا،أغِــثِ اللهــُمَّ مَكـروبــاً غَــريـقيَـرتَجــيْ مِنــكَ نَجــاةً ، لَــمْ يَجِــدْ إلاّكَ رَحيمـاً أوشَفيـــق.